كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار المتنخل ونسبه

صفحة 257 - الجزء 24

  ريّاء شمّاء لا يدنوا لقلَّتها ... إلا السّحاب وإلا النّوب والسّبل⁣(⁣١)

  رثاؤه أباه

  وقال أبو عمرو الشيبانيّ: كان عمرو بن عثمان، أبو المتنخل يكنّى أبا مالك، فهلك، فرثاه المتنخّل⁣(⁣٢) فقال:

  ألا من ينادى أبا مالك ... أفي أمرنا أمره أم سواه⁣(⁣٣)

  / فو اللَّه ما إن أبو مالك ... بوان ولا بضعيف قواه⁣(⁣٤)

  ولا بألدّ له نازع ... يعادي أخاه إذا ما نهاه⁣(⁣٥)

  ولكنّه هيّن ليّن ... كعالية الرّمح عرد نساه⁣(⁣٦)

  إذا سدته سدت مطواعة ... ومهما وكلت إليه كفاه⁣(⁣٧)

  / أبو مالك قاصر فقره ... على نفسه ومشيع غناه⁣(⁣٨)

  أبو جعفر محمد بن علي يتمثل بشعره

  حدّثني أبو عبيد⁣(⁣٩) الصّيرفيّ قال: حدثنا الفضل بن الحسن البصريّ قال: حدثنا أحمد بن راشد⁣(⁣١٠) قال:

  حدّثني عمّي سعيد بن خيثم⁣(⁣١١) قال: كان أبو جعفر محمد بن عليّ - @(⁣١٢) - إذا نظر إلى أخيه زيد تمثّل:

  لعمرك ما إن أبو مالك ... بواه ولا بضعيف قواه⁣(⁣١٣)


(١) في «شرح أشعار الهذليين» ١٢٨٥: لا يأوي بدل: لا يدنو، وإلا الأوب، بدل النوب. وأورد بعد البيت رواية أبي عمرو الشيباني للشطر الثاني:

إلا العقاب وإلا الأوب والسبل

والأوب كذلك، في نسخة خد. والأوب: رجوع النحل، والنوب: النحل. وعلق في خد بعد البيت: «الأوب: رجوع النحل. السبل:

المطر، أي هذه الهضبة لا يعلوها من طولها إلا السحاب والنحل والمطر.

(٢) في «شرح أشعار الهذليين» ١٢٧٦: وقال يرثي أباه عويمرا.

(٣) هذا البيت هو الخامس في المقطوعة في «شرح أشعار الهذليين».

(٤) في «شرح أشعار الهذليين»: لعمرك، بدل: فو اللَّه. وفيه أيضا: ويروى: «بواه ولا بضعيف» وهو الأجود عند أبي العباس.

(٥) س: «ولا بالإله له وازع». ف. «ولا بألد واله نازع» وجاءت له صحيحة بعد ذلك، وفي «شرح أشعار الهذليين»: يغاري بدل يعادي. ومعنى يغاري أخاه: يماريه ويعلق به ولا يكاد يفلت منه. والألد: الشديد الخصومة. نازع: ليس له طبيعة سوء تنزعه إلى أن يغاري أخاه.

(٦) عرد نساه: شديد ساقه.

(٧) إذا سدته ... : إذا كنت فوقه أطاعك ولم يحسدك.

(٨) ف: قاصر نفسه على فقره وكتب صحيحا بعد ذلك.

وقد جاء هذا البيت في «عيون الأخبار» ٣: ١٧٩ منسوبا إلى البريق الهذلي.

(٩) «بيروت»: «أبو عبيدة»، وفي «الجزء السابع عشر ٣٤١»: أبو عبد اللَّه، وما أثبتناه من خد، وف و «الجزء الثامن عشر ٥٦».

(١٠) ج، ف: «رشد».

(١١) ج: خثيم.

(١٢) لم تذكر في ف.

(١٣) الرواية التي سبقت «بوان»، وأشرنا في الهامش إلى هذه الرواية.