أخبار أبي صخر الهذلي ونسبه
  قلت: نعم. وكان عليّ يومئذ(١) طيلسان لي أسمّيه من غلظه وثقله «مقطَّع الأزرار»(٢) فخرجنا حتى جئنا إلى الجبّانة(٣)، إلى دار مسلم(٤) بن يحيى الأرتّ صاحب الخمر، مولى بني زهرة(٥) فأذن لنا، فدخلنا بيتا طوله اثتنا عشرة ذراعا(٦) في مثلها(٧)، وسمكه في السماء ستّ عشرة(٨) ذراعا، ما فيه إلا نمرقتان قد ذهبت منهما(٩) اللَّحمة وبقي السّدى، وفراش محشوّ ليفا(١٠)، وكرسيّان من خشب قد تقلَّع(١١) عنهما الصّبغ من قدمهما(١٢) / وبينهما مرفقتان محشّوتان بالَّليف. ثم طلعت(١٣) علينا عجوز كلفاء(١٤) عجفاء، كأنّ شعرها شعر ميّت، عليها قرقل(١٥) هرويّ أصفر غسيل(١٦)، كأنّ وركيها في خيط(١٧) من رسحها(١٨) حتى جلست، فقلت لأبي السّائب: بأبي أنت وأميّ(١٩)؟ ما هذه؟ قال: اسكت: فتناولت عودا فضربت، وغنّت:
  بيد الذي شغف الفؤاد بكم ... فرج الذي ألقى من الهمّ
  قال غرير: فحسنت - واللَّه(٢٠) -، في عيني، وجاء نقاء وصفاء(٢١)، فأذهب الكلف من وجهها، وزحف(٢٢)، أبو السّائب / وزحفت معه. ثمّ غنّت(٢٣):
  صوت
  برح الخفاء فأيّ ما بك تكتم ... ولسوف يظهر ما يسرّ فيعلم(٢٤)
(١) «يومئذ»: لم تذكر في خد.
(٢) خد: «في غلظه وثقله: مقطع الإزار».
وفي ف: «من ثقله وغلظه: مقطع الأردان».
(٣) ف: جبانة.
(٤) ج: «سليمان».
(٥) ج. س: «زهير».
(٦) في النسخ ما عدا ج، س: اثنا عشر، وما بعدها: ستة عشر وقد اخترنا ما جاء في ج، س لأن الغالب في الذراع التأنيث.
(٧) من ج، ف. وفي غيرها: في مثله.
(٨) من ج، س. وفي غيرهما: ستة عشر.
(٩) ج: «منها».
(١٠) ج، س: «ريشا».
(١١) تقلع: تشقق وتقطع. وفي خد: تقطع.
(١٢) س: «فوقهما».
(١٣) ف: «وطلعت».
(١٤) الكلف: حمرة كدرة تعلو الوجه، والنمش يعلو الوجه كالسمسم.
(١٥) القرقل: قميص بلا كمين تلبسه الجارية.
(١٦) غسيل: مغسول وفي ف: «غسيل أصفر».
(١٧) ج: «حبل».
(١٨) الرسح: قلة لحم العجز والفخذين. وفي خد، س، ف: رسحتها.
(١٩) خد: بأبي وأمي.
(٢٠) «واللَّه»: لم تذكر في ج، س.
(٢١) س: «فحسنت في عيني وصفا».
(٢٢) خد: «فزحف».
(٢٣) ج، س: «تغنت».
(٢٤) خد: «يكتم». س، ف: ما تسر. ف: «يبدو»، بدل: «يظهر».