كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي صخر الهذلي ونسبه

صفحة 274 - الجزء 24

  قلت: نعم. وكان عليّ يومئذ⁣(⁣١) طيلسان لي أسمّيه من غلظه وثقله «مقطَّع الأزرار»⁣(⁣٢) فخرجنا حتى جئنا إلى الجبّانة⁣(⁣٣)، إلى دار مسلم⁣(⁣٤) بن يحيى الأرتّ صاحب الخمر، مولى بني زهرة⁣(⁣٥) فأذن لنا، فدخلنا بيتا طوله اثتنا عشرة ذراعا⁣(⁣٦) في مثلها⁣(⁣٧)، وسمكه في السماء ستّ عشرة⁣(⁣٨) ذراعا، ما فيه إلا نمرقتان قد ذهبت منهما⁣(⁣٩) اللَّحمة وبقي السّدى، وفراش محشوّ ليفا⁣(⁣١٠)، وكرسيّان من خشب قد تقلَّع⁣(⁣١١) عنهما الصّبغ من قدمهما⁣(⁣١٢) / وبينهما مرفقتان محشّوتان بالَّليف. ثم طلعت⁣(⁣١٣) علينا عجوز كلفاء⁣(⁣١٤) عجفاء، كأنّ شعرها شعر ميّت، عليها قرقل⁣(⁣١٥) هرويّ أصفر غسيل⁣(⁣١٦)، كأنّ وركيها في خيط⁣(⁣١٧) من رسحها⁣(⁣١٨) حتى جلست، فقلت لأبي السّائب: بأبي أنت وأميّ⁣(⁣١٩)؟ ما هذه؟ قال: اسكت: فتناولت عودا فضربت، وغنّت:

  بيد الذي شغف الفؤاد بكم ... فرج الذي ألقى من الهمّ

  قال غرير: فحسنت - واللَّه⁣(⁣٢٠) -، في عيني، وجاء نقاء وصفاء⁣(⁣٢١)، فأذهب الكلف من وجهها، وزحف⁣(⁣٢٢)، أبو السّائب / وزحفت معه. ثمّ غنّت⁣(⁣٢٣):

  صوت

  برح الخفاء فأيّ ما بك تكتم ... ولسوف يظهر ما يسرّ فيعلم⁣(⁣٢٤)


(١) «يومئذ»: لم تذكر في خد.

(٢) خد: «في غلظه وثقله: مقطع الإزار».

وفي ف: «من ثقله وغلظه: مقطع الأردان».

(٣) ف: جبانة.

(٤) ج: «سليمان».

(٥) ج. س: «زهير».

(٦) في النسخ ما عدا ج، س: اثنا عشر، وما بعدها: ستة عشر وقد اخترنا ما جاء في ج، س لأن الغالب في الذراع التأنيث.

(٧) من ج، ف. وفي غيرها: في مثله.

(٨) من ج، س. وفي غيرهما: ستة عشر.

(٩) ج: «منها».

(١٠) ج، س: «ريشا».

(١١) تقلع: تشقق وتقطع. وفي خد: تقطع.

(١٢) س: «فوقهما».

(١٣) ف: «وطلعت».

(١٤) الكلف: حمرة كدرة تعلو الوجه، والنمش يعلو الوجه كالسمسم.

(١٥) القرقل: قميص بلا كمين تلبسه الجارية.

(١٦) غسيل: مغسول وفي ف: «غسيل أصفر».

(١٧) ج: «حبل».

(١٨) الرسح: قلة لحم العجز والفخذين. وفي خد، س، ف: رسحتها.

(١٩) خد: بأبي وأمي.

(٢٠) «واللَّه»: لم تذكر في ج، س.

(٢١) س: «فحسنت في عيني وصفا».

(٢٢) خد: «فزحف».

(٢٣) ج، س: «تغنت».

(٢٤) خد: «يكتم». س، ف: ما تسر. ف: «يبدو»، بدل: «يظهر».