كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار أبي صخر الهذلي ونسبه

صفحة 275 - الجزء 24

  ممّا تضمّن من غريرة قلبه ... يا قلب إنّك بالحسان لمغرم⁣(⁣١)

  / يا ليت أنّك يا حسام بأرضنا ... تلقى المراسي دائما وتخيّم⁣(⁣٢)

  فتذوق لذّة عيشنا ونعيمه ... ونكون أجوارا فماذا تنقم⁣(⁣٣)

  الغناء لحكم، خفيف رمل بالوسطى، عن الهشاميّ.

  فقال أبو السّائب: إن نقم هذا فيعضّ⁣(⁣٤) بظر أمّه، وزحف وزحفت معه، حتى قاربت النّمرقة وربت⁣(⁣٥) العجفاء في عيني كما يربو السّويق شيب بماء قربة⁣(⁣٦).

  ثم غنّت:

  صوت

  يا طول ليلي أعالج السّقما ... إذ حلّ دون الأحبّة الحرما

  ما كنت أخشى فراق بينكم ... فاليوم أضحى فراقكم عزما⁣(⁣٧)

  الغناء للغريض، ثقيل أول بالوسطى في مجراها، وله أيضا فيه⁣(⁣٨)، خفيف ثقيل بإطلاق الوتر في مجرى البنصر جميعا، عن إسحاق.

  قال غرير: فألقيت طيلساني وتناولت شاذكونة⁣(⁣٩)، فوضعتها على رأسي وصحت كما يصاح بالمدينة: الدّخن بالنّوى، وقام أبو السّائب، وتناول ربعة⁣(⁣١٠) / فيها قوارير دهن كانت في البيت، فوضعها على رأسه، وصاح ابن الأرتّ⁣(⁣١١) صاحب الجارية، وكان ألثغ: «قواليلى قواليلى⁣(⁣١٢)» - يريد:

  قواريري قواريري - أسألك باللَّه، فلم يلتفت أبو السّائب إلى قوله، وحرّك رأسه مرحا فاضطربت⁣(⁣١٣) القوارير وتكسّرت، وسال الدّهن على وجه أبي السائب وظهره وصدره⁣(⁣١٤)، ثم وضع الرّبعة وقال لها: لقد هجت لي داء قديما.


(١) س: «من عزيز».

(٢) ج، خد: «بل ليت».

(٣) ج: «أحرارا» بدل «أجوارا» س: «ينقم».

(٤) خد: «إن تقم هنا فعض». ج: يعض. ف: «فقال أبو السائب: ليعض».

(٥) ج: فربت.

(٦) ف: شب قرنه.

(٧) خد، ف: «فراق بينهم» خد، ف: «فراقهم».

(٨) خد: «وله فيها أيضا».

(٩) الشاذكونة: مضربة يعملها النجاد.

(١٠) الربعة: جولة العطار.

(١١) ف: «أبو الأرت».

(١٢) خد، ف: «قواري قواري».

(١٣) ف: «فاطفقت القوارير». خد: «وأصفقت».

(١٤) ج، خد، ف: «وصدره وظهره».