أخبار أبي صخر الهذلي ونسبه
  ممّا تضمّن من غريرة قلبه ... يا قلب إنّك بالحسان لمغرم(١)
  / يا ليت أنّك يا حسام بأرضنا ... تلقى المراسي دائما وتخيّم(٢)
  فتذوق لذّة عيشنا ونعيمه ... ونكون أجوارا فماذا تنقم(٣)
  الغناء لحكم، خفيف رمل بالوسطى، عن الهشاميّ.
  فقال أبو السّائب: إن نقم هذا فيعضّ(٤) بظر أمّه، وزحف وزحفت معه، حتى قاربت النّمرقة وربت(٥) العجفاء في عيني كما يربو السّويق شيب بماء قربة(٦).
  ثم غنّت:
  صوت
  يا طول ليلي أعالج السّقما ... إذ حلّ دون الأحبّة الحرما
  ما كنت أخشى فراق بينكم ... فاليوم أضحى فراقكم عزما(٧)
  الغناء للغريض، ثقيل أول بالوسطى في مجراها، وله أيضا فيه(٨)، خفيف ثقيل بإطلاق الوتر في مجرى البنصر جميعا، عن إسحاق.
  قال غرير: فألقيت طيلساني وتناولت شاذكونة(٩)، فوضعتها على رأسي وصحت كما يصاح بالمدينة: الدّخن بالنّوى، وقام أبو السّائب، وتناول ربعة(١٠) / فيها قوارير دهن كانت في البيت، فوضعها على رأسه، وصاح ابن الأرتّ(١١) صاحب الجارية، وكان ألثغ: «قواليلى قواليلى(١٢)» - يريد:
  قواريري قواريري - أسألك باللَّه، فلم يلتفت أبو السّائب إلى قوله، وحرّك رأسه مرحا فاضطربت(١٣) القوارير وتكسّرت، وسال الدّهن على وجه أبي السائب وظهره وصدره(١٤)، ثم وضع الرّبعة وقال لها: لقد هجت لي داء قديما.
(١) س: «من عزيز».
(٢) ج، خد: «بل ليت».
(٣) ج: «أحرارا» بدل «أجوارا» س: «ينقم».
(٤) خد: «إن تقم هنا فعض». ج: يعض. ف: «فقال أبو السائب: ليعض».
(٥) ج: فربت.
(٦) ف: شب قرنه.
(٧) خد، ف: «فراق بينهم» خد، ف: «فراقهم».
(٨) خد: «وله فيها أيضا».
(٩) الشاذكونة: مضربة يعملها النجاد.
(١٠) الربعة: جولة العطار.
(١١) ف: «أبو الأرت».
(١٢) خد، ف: «قواري قواري».
(١٣) ف: «فاطفقت القوارير». خد: «وأصفقت».
(١٤) ج، خد، ف: «وصدره وظهره».