أخبار يحيى بن طالب
  شاعر قرقرى وظريفها
  أخبرنا محمد بن خلف وكيع وعمّي قالا: حدّثنا عبد اللَّه بن شبيب قال:
  حدّثني الجهم بن المغيرة قال: كنّا عند حترش(١) بن ثمال القريظيّ بضريّة(٢) فمرّت بنا جارية صفراء مولَّدة، فقال لي حترش: استفتح كلامها فانظر فإنها ظريفة، فقلت لها:(٣) يا جارية(٤)، أين نشأت؟ قالت: بقرقرى، فقلت لها: أين من شعبعب(٥)؟ فضحكت ثم قالت: بين الحوض والعطن، قلت:
  فمن الذي يقول:
  يا صاحبيّ فدت نفسي نفوسكما ... عوجا عليّ صدور الأبغل السّنن(٦)
  ثم ارفعا الطَّرف ننظر صبح خامسة ... لقرقرى يا عناء النفس بالوطن(٧)
  / يا ليت شعري والإنسان ذو أمل ... والعين تذرف أحيانا من الحزن(٨)
  هل أجعلنّ يدي للخدّ مرفقة ... على شعبعب بين الحوض والعطن؟(٩)
  فالتفتت إلى حترش بن ثمال فقالت(١٠): أخبره بقائلها، فقال: ما أعرفه، فقالت: بلى، هذا يقوله شاعرنا وظريف بلادنا وغزلها. فقال لها حترش: ويحك، ومن ذلك؟ فقالت: أشهد إن كنت لا تعرفه وأنت من هذا البلد إنّها لسوأة(١١)، ذلك يحيى بن طالب الحنفيّ، أقسم باللَّه ما منعك من معرفته إلَّا غلظ الطَّبع، وجفاء الخلق. فجعل يضحك من قولها وتعجّبنا منها(١٢).
  لا يركب البحر
  أخبرني(١٣) هاشم بن محمد الخزاعيّ قال: حدّثنا أبو غسّان دماذ، عن أبي عبيدة قال:
(١) من خد، ف. وفي ج، س: جرش. وفي «المختار»: حبوش، وقد كتب هذا الاسم في هذه «النسخ» هكذا حيث جاء.
(٢) ضرية: قرية عامرة قديمة في طريق مكة من البصرة.
(٣) «لها» لم تذكر في خذ، ف.
(٤) «المختار»: «يا جويرية».
(٥) شعبعب: اسم ماء باليمامة. وفي «المختار»: شغبغب.
(٦) في «معجم البلدان»:
يا صاحبي أطال اللَّه رشدكما
السنن: في س: «الشتن»، «المختار»: «الشتن».
(٧) في «معجم البلدان»:
ثم ارفعا الطرف هل تبدو لنا ظعن ... بحائل، يا عناء النفس من ظعن
وفي خد، ف: «ما عناء».
(٨) «معجم البلدان»: «يا ليت شعري والأقدار غالبة».
وفي خد: «بل ليت».
(٩) «المختار»: «شغبغب».
(١٠) ف: «فالتفت فقال».
(١١) س: «إنها سوأة». «المختار»: «لسوأة لك».
(١٢) «وتعجبنا منها» لم تذكر في ج، خد، س، و «المختار»، وجاءت في ف.
(١٣) ف: «أخبرنا».