أخبار يحيى بن طالب
  قال رجل ليحيى بن طالب الحنفيّ: لو ركبت معي في البحر(١)، وشغلت مالك في تجاراته(٢) لأثريت وحسنت حالك، فقال يحيى بن طالب:
  لشربك بالأنقاء رنقا وصافيا ... أعفّ وأعفى من ركوبك في البحر
  إذا أنت لم تنظر لنفسك خاليا ... أحاطت بك الأحزان من حيث لا تدري
  مات قبل وصول أمر الرشيد
  حدّثني(٣) محمد بن خلف بن المرزبان قال: حدّثنا عبد اللَّه بن أبي سعد قال: حدّثني أبو عليّ الحنفي؛ قال:
  حدّثني عمي(٤) عن عليّ بن عمر قال:
  غنّي الرشيد يوما بشعر يحيى بن طالب:
  ألا هل إلى شمّ الخزامى ونظرة ... إلى قرقرى قبل الممات سبيل
  وذكر الخبر كما ذكره(٥) حمّاد بن إسحاق(٦)، إلا أنّه قال: فوجده قد مات قبل وصول البريد بشهر.
  يتشوق إلى صاحبته
  أخبرني(٧) هاشم بن محمد الخزاعيّ قال: حدّثنا عبد الرحمن بن أخي الأصمعي، عن عمه قال:
  كان يحيى بن طالب يجالس امرأة من قومه ويألفها، ثم خرج مع والي اليمامة إلى مكة، وابتاع(٨) منه الوالي إبلا بتأخير، فلمّا صار إلى مكَّة(٩) عزل الوالي، فلوى(١٠) يحيى بماله(١١) مدّة، فضاق صدره، وتشوّق(١٢) إلى اليمامة وصاحبته التي كان يتحدّث إليها، فقال:
  تصبّرت عنها كارها وهجرتها(١٣) ... وهجرانها عندي أمرّ من الصّبر(١٤)
(١) ف: «لو كنت معي في البحر».
(٢) «بيروت»: «تجارته».
(٣) هذا الخبر سقط كله من ج، س.
(٤) خد: «أن عمه حدثه».
(٥) خد: «كما ذكر».
(٦) «ابن إسحاق»: لم يذكر في خد.
(٧) خد: «حدّثني».
(٨) «التجريد»: «فابتاع».
(٩) «التجريد»: «بمكة».
(١٠) ج، س: «ومطل» وهو بمعناه.
(١١) ف: «ماله».
(١٢) ج، خد، س: «وتشوق اليمامة». وفي «التجريد»: إلى.
(١٣) «وهجرتها»: سقطت من ج.
(١٤) قال في هامش س: ويروى:
تسليت عنها كارها وتركتها ... وكان فراقيها أمر من الصبر