أخبار يحيى بن طالب
  صوت
  إذا ارتحلت نحو اليمامة رفقة ... دعاني الهوى واهتاج قلبي للذّكر(١)
  كأنّ فؤادي كلَّما عنّ ذكرها ... جناحا غراب رام نهضا إلى وكر(٢)
  الغناء للزفّ، ثقيل أول عن الهشاميّ في هذين البيتين.
  وقال فيها:
  مداينة السّلطان باب مذلَّة ... وأشبه شيء بالقناعة والفقر
  إذا أنت لم تنظر لنفسك خاليا ... أحاطت بك الأحزان من حيث لا تدري
  يحن إلى قرقرى
  (٣) أخبرني الحسين بن يحيى، عن حمّاد عن أبيه، قال: قال أبو الذّيّال الحنفيّ: خرج يحيى بن طالب الحنفيّ من اليمامة يريد خراسان على البريد، فقال وهو بقومس:
  أقول لأصحابي ونحن بقومس ... نراوح أكتاف المحذّفة الجرد(٤)
  بعدنا وعهد اللَّه من أهله قرقرى ... وفيها الألى نهوى وزدنا على البعد(٥)
  دياره أمنية المتمني
  أخبرنا الحسن بن عليّ قال: حدّثنا محمد بن موسى بن حمّاد قال: حدّثني عبد اللَّه بن بشر، عن أبي فراس الهيثم بن فراس الكلابيّ قال:
  / كنت مع أبي ونحن قاصدون اليمامة(٦)، فلما رأيناها لقينا رجل، فقال له أبي: أين قرقرى؟ قال: وراءك.
  قال: فأين شعبعب؟ قال: بإزائه، قال: أرني ذلك، فأراه(٧) إيّاه حتى عرفه، فقال لي: ارجع بنا إلى الموضع، فقلت له. يا أبت(٨) قد تعبنا وتعبت ركائبنا، فما لك هناك(٩)! قال: إنك لأحمق، ارجع ويلك(١٠)، فرجعت معه
(١) ج، س: «دعاك» ... قلبك. وفي «التجريد»: «عصبة»، بدل: «رفقة».
(٢) «التجريد»:
«جناحا عقاب»
(٣) هذا الخبر إلى آخر البيتين: سقط من ج، س.
(٤) الشطر الثاني في «معجم البلدان» (قومس).
ونحن على أثباج ساهمة جرد
وقومس (تعريب كومس): كورة كبيرة واسعة في ذيل جبال طبرستان، تشتمل على مدن وقرى ومزارع.
(٥) «وعهد اللَّه»: في خد و «معجم البلدان»: «وبيت اللَّه». «من أهل»: في خد و «معجم البلدان»: «من أرض». ورواية الشطر الثاني في «معجم البلدان» هكذا:
وعن قاع موحوش وزدنا على البعد
(٦) خد: «إلى اليمامة».
(٧) ج: «قال فأراه».
(٨) خد و «المختار»: «يا أبه».
(٩) «المختار»: «هنالك».
(١٠) «المختار»: «ويلك ارجع بنا».