كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار يحيى بن طالب

صفحة 280 - الجزء 24

  صوت

  إذا ارتحلت نحو اليمامة رفقة ... دعاني الهوى واهتاج قلبي للذّكر⁣(⁣١)

  كأنّ فؤادي كلَّما عنّ ذكرها ... جناحا غراب رام نهضا إلى وكر⁣(⁣٢)

  الغناء للزفّ، ثقيل أول عن الهشاميّ في هذين البيتين.

  وقال فيها:

  مداينة السّلطان باب مذلَّة ... وأشبه شيء بالقناعة والفقر

  إذا أنت لم تنظر لنفسك خاليا ... أحاطت بك الأحزان من حيث لا تدري

  يحن إلى قرقرى

  (⁣٣) أخبرني الحسين بن يحيى، عن حمّاد عن أبيه، قال: قال أبو الذّيّال الحنفيّ: خرج يحيى بن طالب الحنفيّ من اليمامة يريد خراسان على البريد، فقال وهو بقومس:

  أقول لأصحابي ونحن بقومس ... نراوح أكتاف المحذّفة الجرد⁣(⁣٤)

  بعدنا وعهد اللَّه من أهله قرقرى ... وفيها الألى نهوى وزدنا على البعد⁣(⁣٥)

  دياره أمنية المتمني

  أخبرنا الحسن بن عليّ قال: حدّثنا محمد بن موسى بن حمّاد قال: حدّثني عبد اللَّه بن بشر، عن أبي فراس الهيثم بن فراس الكلابيّ قال:

  / كنت مع أبي ونحن قاصدون اليمامة⁣(⁣٦)، فلما رأيناها لقينا رجل، فقال له أبي: أين قرقرى؟ قال: وراءك.

  قال: فأين شعبعب؟ قال: بإزائه، قال: أرني ذلك، فأراه⁣(⁣٧) إيّاه حتى عرفه، فقال لي: ارجع بنا إلى الموضع، فقلت له. يا أبت⁣(⁣٨) قد تعبنا وتعبت ركائبنا، فما لك هناك⁣(⁣٩)! قال: إنك لأحمق، ارجع ويلك⁣(⁣١٠)، فرجعت معه


(١) ج، س: «دعاك» ... قلبك. وفي «التجريد»: «عصبة»، بدل: «رفقة».

(٢) «التجريد»:

«جناحا عقاب»

(٣) هذا الخبر إلى آخر البيتين: سقط من ج، س.

(٤) الشطر الثاني في «معجم البلدان» (قومس).

ونحن على أثباج ساهمة جرد

وقومس (تعريب كومس): كورة كبيرة واسعة في ذيل جبال طبرستان، تشتمل على مدن وقرى ومزارع.

(٥) «وعهد اللَّه»: في خد و «معجم البلدان»: «وبيت اللَّه». «من أهل»: في خد و «معجم البلدان»: «من أرض». ورواية الشطر الثاني في «معجم البلدان» هكذا:

وعن قاع موحوش وزدنا على البعد

(٦) خد: «إلى اليمامة».

(٧) ج: «قال فأراه».

(٨) خد و «المختار»: «يا أبه».

(٩) «المختار»: «هنالك».

(١٠) «المختار»: «ويلك ارجع بنا».