كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عروة بن حزام

صفحة 286 - الجزء 24

  ووعدته⁣(⁣١)، وجاءت إلى عقال فآدته⁣(⁣٢) وصخبت معه⁣(⁣٣)، وقالت: أيّ خير في عروة حتى تحبس ابنتي عليه وقد جاءها الغنيّ يطرق عليها بابها؟ واللَّه ما ندري أعروة حيّ أم ميّت؟ وهل ينقلب إليك⁣(⁣٤) بخير أم لا؟ فتكون قد حرمت ابنتك خيرا حاضرا ورزقا سنيّا⁣(⁣٥)، فلم تزل به⁣(⁣٥) حتى قال لها: فإن عاد لي خاطبا أجبته. فوجّهت إليه أن عد إليه⁣(⁣٦) خاطبا. فلمّا كان من غد نحر جزرا⁣(⁣٧) عدّة، وأطعم / ووهب وجمع الحيّ معه على طعامه، وفيهم أبو عفراء، فلمّا طعموا⁣(⁣٨) أعاد القول في الخطبة، فأجابه وزوّجه⁣(⁣٩)، وساق إليه المهر، وحوّلت إليه عفراء⁣(⁣١٠) وقالت قبل أن يدخل بها⁣(⁣١١):

  يا عرو إنّ الحيّ قد نقضوا ... عهد الإله وحاولوا الغدرا

  في أبيات طويلة.

  فلمّا كان اللَّيل دخل بها زوجها، وأقام فيهم ثلاثا، ثم ارتحل بها إلى الشام، وعمد أبوها إلى قبر عتيق، فجدّده وسوّاه، وسأل الحيّ⁣(⁣١٢) كتمان أمرها⁣(⁣١٣).

  يعرف الحقيقة فيرحل إليها

  وقدم عروة بعد أيّام، فنعاها أبوها إليه، وذهب به⁣(⁣١٤) إلى ذلك القبر، فمكث يختلف إليه أيّاما وهو مضنى هالك، حتى جاءته جارية من⁣(⁣١٥) الحيّ فأخبرته الخبر⁣(⁣١٦)، فتركهم وركب بعض إبله، وأخذ معه زادا ونفقة، ورحل إلى الشّام فقدمها⁣(⁣١٧) وسأل عن الرجل فأخبر به، ودلّ عليه، فقصده وانتسب له إلى عدنان⁣(⁣١٨)، فأكرمه وأحسن ضيافته، فمكث أيّاما⁣(⁣١٩) حتى أنسوا به، ثم قال لجارية لهم: «هل لك في يد تولينيها⁣(⁣٢٠)؟ / قالت: نعم، قال:


(١) «ووعدته»: لم تذكر في «التجريد».

(٢) س: فأذنته.

(٣) «التجريد»: «فصخبت عليه». ج، س: «واستصحبته» وفي «المختار»: «وصخبته». وقال محققه: كذا في الأزهر والتيمورية وفي «الأغاني»: واستصحبله، كأنه بمعنى جعلته يصخب أي ينقاد. وما أثبتنا من خد.

(٤) «إليك»: لم تذكر في «المختار».

(٥) «المختار»: «ورزقا حسنا سنيا».

(٦) «المختار»: «اغد عليه».

(٧) ج، خد، «المختار»: «جزورا».

(٨) من أول قوله: فلما طعموا ... إلى قوله: وحولت إليه عفراء: ساقط من: ج.

(٩) في «الشعر والشعراء» ٦٢٢: «وخطب عفراء ابن عم لها من البلقاء، فتزوجها».

(١٠) خد و «المختار»: «عفراء إليه».

(١١) في «المختار»: تدخل عليه.

(١٢) في «المختار»: «القوم».

(١٣) «بيروت»: أمره. وما أثبتناه من ج، خد، س، «والتجريد. والمختار».

(١٤) «به»: لم تذكر في ج.

(١٥) من الحي: لم تذكر في خد.

(١٦) في «المختار»: «فأخبرته بخبرهم».

(١٧) خد، و «التجريد»، وفي «المختار»: «حتى قدمها».

(١٨) ج، خد و «التجريد»: «في عدنان».

(١٩) ج: «فمكث يختلف إليها أياما وهو مضنى هالك».

(٢٠) «التجريد والمختار»: «توليها».