كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عروة بن حزام

صفحة 287 - الجزء 24

  تدفعين خاتمي هذا إلى مولاتك. فقالت⁣(⁣١): سوءة لك، أما تستحي لهذا⁣(⁣٢) / القول؟ فأمسك عنها، ثم أعاد عليها وقال لها: ويحك! هي⁣(⁣٣) واللَّه بنت عمّي، وما أحد منّا إلا وهو⁣(⁣٤) أعزّ على صاحبه من الناس جميعا⁣(⁣٥)، فاطرحي هذا الخاتم في صبوحها⁣(⁣٦)، فإذا⁣(⁣٧) أنكرت عليك فقولي لها: اصطبح ضيفك⁣(⁣٨) قبلك، ولعلَّه سقط منه. فرقّت الأمة وفعلت ما أمرها به.

  فلما شربت عفراء اللبن رأت الخاتم فعرفته، فشهقت⁣(⁣٩)، ثم قالت: اصدقيني عن الخبر، فصدقتها⁣(⁣١٠). فلمّا جاء زوجها قالت له: أتدري من ضيفك هذا⁣(⁣١١)؟ قال: نعم، فلان بن فلان⁣(⁣١٢)، للنّسب الذي انتسب له عروة، فقالت: كلا واللَّه يا هذا⁣(⁣١٣)، بل هو عروة بن حزام ابن عمّي، وقد كتم⁣(⁣١٤) نفسه⁣(⁣١٥) حياء منك.

  / وقال عمر بن شبّة في خبره:

  بل جاء ابن عمّ له فقال: أتركتم هذا الكلب الذي قد⁣(⁣١٦) نزل بكم هكذا في داركم يفضحكم؟ فقال له⁣(⁣١٧):

  ومن تعني؟ قال: عروة بن حزام العذريّ ضيفك⁣(⁣١٨) هذا، قال: أوإنّه⁣(⁣١٩) لعروة؟ بل أنت واللَّه الكلب، وهو الكريم القريب.

  قالوا جميعا:

  يتركه مع عفراء

  ثم بعث إليه فدعاه، وعاتبه على⁣(⁣٢٠) كتمانه نفسه إيّاه⁣(⁣٢١)، وقال له: بالرحب والسّعة، نشدتك اللَّه إن رمت⁣(⁣٢٢)


(١) خد: «قالت».

(٢) «التجريد»: «من هذا». «المختار»: «بهذا».

(٣) «التجريد»: «وقال: وهي واللَّه بنت عمي».

(٤) خد: «وما هنا أحد»، «التجريد»: «وما منا أحد».

(٥) «جميعا»: لم تذكر في ج ولا س.

(٦) الصبوح: ما يشرب أو يؤكل في الصباح. وهو خلاف الغبوق الذي يشرب أو يؤكل في المساء وفي س: «في صحنها».

(٧) ج، خد، «التجريد»: «فإن».

(٨) خد، «التجريد، المختار»: «ضيفنا».

(٩) خد: «فشرقت».

(١٠) ج: «فأصدقتها».

(١١) «هذا»: لم تذكر في «التجريد».

(١٢) زاد في «المختار»: العدناني.

(١٣) خد: «بل هذا».

(١٤) ج، خد، «المختار»: «كتمك».

(١٥) «التجريد»: «نسبه».

(١٦) «قد»، لم تذكر في خد.

(١٧) ج: «فقالوا».

(١٨) في «المختار»: «ضيفكم».

(١٩) خد، «المختار»: «وإنه».

(٢٠) ج: عن، بدل: على.

(٢١) ج: «إياها». وفي خد «والتجريد والمختار»: «إياه نفسه».

(٢٢) إن رمت: أي ما بارحت، وإن هنا: نافية.