أخبار عروة بن حزام
  تدفعين خاتمي هذا إلى مولاتك. فقالت(١): سوءة لك، أما تستحي لهذا(٢) / القول؟ فأمسك عنها، ثم أعاد عليها وقال لها: ويحك! هي(٣) واللَّه بنت عمّي، وما أحد منّا إلا وهو(٤) أعزّ على صاحبه من الناس جميعا(٥)، فاطرحي هذا الخاتم في صبوحها(٦)، فإذا(٧) أنكرت عليك فقولي لها: اصطبح ضيفك(٨) قبلك، ولعلَّه سقط منه. فرقّت الأمة وفعلت ما أمرها به.
  فلما شربت عفراء اللبن رأت الخاتم فعرفته، فشهقت(٩)، ثم قالت: اصدقيني عن الخبر، فصدقتها(١٠). فلمّا جاء زوجها قالت له: أتدري من ضيفك هذا(١١)؟ قال: نعم، فلان بن فلان(١٢)، للنّسب الذي انتسب له عروة، فقالت: كلا واللَّه يا هذا(١٣)، بل هو عروة بن حزام ابن عمّي، وقد كتم(١٤) نفسه(١٥) حياء منك.
  / وقال عمر بن شبّة في خبره:
  بل جاء ابن عمّ له فقال: أتركتم هذا الكلب الذي قد(١٦) نزل بكم هكذا في داركم يفضحكم؟ فقال له(١٧):
  ومن تعني؟ قال: عروة بن حزام العذريّ ضيفك(١٨) هذا، قال: أوإنّه(١٩) لعروة؟ بل أنت واللَّه الكلب، وهو الكريم القريب.
  قالوا جميعا:
  يتركه مع عفراء
  ثم بعث إليه فدعاه، وعاتبه على(٢٠) كتمانه نفسه إيّاه(٢١)، وقال له: بالرحب والسّعة، نشدتك اللَّه إن رمت(٢٢)
(١) خد: «قالت».
(٢) «التجريد»: «من هذا». «المختار»: «بهذا».
(٣) «التجريد»: «وقال: وهي واللَّه بنت عمي».
(٤) خد: «وما هنا أحد»، «التجريد»: «وما منا أحد».
(٥) «جميعا»: لم تذكر في ج ولا س.
(٦) الصبوح: ما يشرب أو يؤكل في الصباح. وهو خلاف الغبوق الذي يشرب أو يؤكل في المساء وفي س: «في صحنها».
(٧) ج، خد، «التجريد»: «فإن».
(٨) خد، «التجريد، المختار»: «ضيفنا».
(٩) خد: «فشرقت».
(١٠) ج: «فأصدقتها».
(١١) «هذا»: لم تذكر في «التجريد».
(١٢) زاد في «المختار»: العدناني.
(١٣) خد: «بل هذا».
(١٤) ج، خد، «المختار»: «كتمك».
(١٥) «التجريد»: «نسبه».
(١٦) «قد»، لم تذكر في خد.
(١٧) ج: «فقالوا».
(١٨) في «المختار»: «ضيفكم».
(١٩) خد، «المختار»: «وإنه».
(٢٠) ج: عن، بدل: على.
(٢١) ج: «إياها». وفي خد «والتجريد والمختار»: «إياه نفسه».
(٢٢) إن رمت: أي ما بارحت، وإن هنا: نافية.