كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار القتال ونسبه

صفحة 302 - الجزء 24

  فقال ابن الكلبيّ في هذا الخبر، ووافقه عمر بن شبّة في روايته:

  كان النمر يصطاد الأروى⁣(⁣١)، فيجيء بما يصطاده، فيلقيه بين يدي القتّال، فيأخذ / منه ما يقوته⁣(⁣٢)، ويلقي الباقي للنّمر فيأكله، وكان القتّال يخرج إلى الوحش فيرمي بنبله⁣(⁣٣)، فيصيب منه الشيء بعد الشيء، فيأتي به الكهف، فيأخذ لقوته بعضه، ويلقي الباقي للنّمر. وكان القتّال إذا ورد الماء قام عليه⁣(⁣٤) النّمر حتى يشرب، ثم يتنحّى القتّال⁣(⁣٥) عنه ويرد النّمر، فيقوم عليه القتّال حتى يشرب، فقال القتّال في ذلك من قصيدة له:

  ولي صاحب في الغار يعدل صاحبا ... أبا الجون إلَّا أنّه لا يعلَّل⁣(⁣٦)

  أبو الجون: صديق له كان يأنس به، فشبهه به⁣(⁣٧). وفي رواية عمر بن شبّة⁣(⁣٨): أخي الجون، فإن القتّال كان له أخ اسمه الجون، فشبّهه به:

  كلانا عدوّ لا يرى في عدوّه ... مهزّا وكلّ في العداوة مجمل⁣(⁣٩)

  إذا ما التقينا كان أنس⁣(⁣١٠) حديثنا ... صماتا⁣(⁣١١) وطرف كالمعابل⁣(⁣١٢) أطحل⁣(⁣١٣)

  لنا مورد قلت بأرض مضلَّة ... شريعتنا: لأيّنا جاء أوّل⁣(⁣١٤)

  / تضمّنت الأروى لنا بشوائنا ... كلانا له منها سديف مخردل⁣(⁣١٥)

  فأغلبه في صنعة الزّاد إنّني ... أميط الأذى عنه وما إن يهلَّل⁣(⁣١٦)


(١) الأروى جمع الأروية (جمع على غير قياس) وهي أنثى الوعل، وهو جنس من المعز الجبلية له قرنان قويان منحنيان.

(٢) خد: «ما يتقوته». ج: «فيأخذ منها ما يتقونه».

(٣) خد، و «المختار»: «يخرج فيرمي الوحش بنبله». ج، س: «يخرج فيجرح الوحش بنبله».

(٤) «التجريد»: «أقام النمر». وفي خد: «أقام عليه النمر».

(٥) في «المختار»: «ثم يتنحى ويرد النمر فيقيم عليه القتال». وفي س: ينتحي. بدل: يتنحى.

(٦) «الديوان» ٧٧: هدك، بدل: يعدل، هو الجون، بدل أبا الجون. وفي «التجريد»: أبو الجون وفي «المختار»: أبا الجود. وفي «اللسان»: أبو الجون كنية النمر، وفي «شرح التبريزي الحماسة»: أبو الجون يعني النمر. وقوله: يعدل صاحبا. في «المختار»:

«بعدك صاحبي».

(٧) ج: يشبهه. وفي «التجريد»: قيل: أبو الجون صاحب للقتال فشبهه به.

(٨) ج: «عتبة».

(٩) «الديوان» ٧٨: «لويري»، بدل: «لا يرى» ومثله في ج. «ومحزا»، بدل: «مهزا».

(١٠) «الديوان» ٧٨. «جل»، بدل: «أنس».

(١١) «الديوان» وس و «التجريد والمختار»: صمات (بالرفع) ويكون اسم كان مؤخرا.

(١٢) المعابل: جمع معبلة: نصل عريض طويل.

(١٣) ج، و «المختار»: «أكحل». والأطحل: ما كان في لون الرماد.

(١٤) «الديوان» ٧٨

وكانت لنا قلت ...

وفي س و «المختار»:

«مورد صاف»

(١٥) قوله، بشوائنا، في ج، س: بقبولنا. وفي «الديوان» ٧٨ بطعامنا، وفي خد: بسوائنا وقوله: سديف، في «الديوان»: نصيب.

(١٦) الشطر الأول في س و «المختار»:

«فأعلمه في صنعة الود أنني»

وفي ج:

«فأغلبه في صنعة الود» ...

والشطر الثاني في «الديوان» ٧٨:

أميط الأذى عنه ولا يتأمل

وقوله: وما إن يهلل: من قولهم. ما هلل عن قرنه، أي ما توقف عنه ولا نكل. هذا وترتيب الأبيات هنا مخالف لترتيبها في «الديوان».