أخبار القتال ونسبه
  فقال ابن الكلبيّ في هذا الخبر، ووافقه عمر بن شبّة في روايته:
  كان النمر يصطاد الأروى(١)، فيجيء بما يصطاده، فيلقيه بين يدي القتّال، فيأخذ / منه ما يقوته(٢)، ويلقي الباقي للنّمر فيأكله، وكان القتّال يخرج إلى الوحش فيرمي بنبله(٣)، فيصيب منه الشيء بعد الشيء، فيأتي به الكهف، فيأخذ لقوته بعضه، ويلقي الباقي للنّمر. وكان القتّال إذا ورد الماء قام عليه(٤) النّمر حتى يشرب، ثم يتنحّى القتّال(٥) عنه ويرد النّمر، فيقوم عليه القتّال حتى يشرب، فقال القتّال في ذلك من قصيدة له:
  ولي صاحب في الغار يعدل صاحبا ... أبا الجون إلَّا أنّه لا يعلَّل(٦)
  أبو الجون: صديق له كان يأنس به، فشبهه به(٧). وفي رواية عمر بن شبّة(٨): أخي الجون، فإن القتّال كان له أخ اسمه الجون، فشبّهه به:
  كلانا عدوّ لا يرى في عدوّه ... مهزّا وكلّ في العداوة مجمل(٩)
  إذا ما التقينا كان أنس(١٠) حديثنا ... صماتا(١١) وطرف كالمعابل(١٢) أطحل(١٣)
  لنا مورد قلت بأرض مضلَّة ... شريعتنا: لأيّنا جاء أوّل(١٤)
  / تضمّنت الأروى لنا بشوائنا ... كلانا له منها سديف مخردل(١٥)
  فأغلبه في صنعة الزّاد إنّني ... أميط الأذى عنه وما إن يهلَّل(١٦)
(١) الأروى جمع الأروية (جمع على غير قياس) وهي أنثى الوعل، وهو جنس من المعز الجبلية له قرنان قويان منحنيان.
(٢) خد: «ما يتقوته». ج: «فيأخذ منها ما يتقونه».
(٣) خد، و «المختار»: «يخرج فيرمي الوحش بنبله». ج، س: «يخرج فيجرح الوحش بنبله».
(٤) «التجريد»: «أقام النمر». وفي خد: «أقام عليه النمر».
(٥) في «المختار»: «ثم يتنحى ويرد النمر فيقيم عليه القتال». وفي س: ينتحي. بدل: يتنحى.
(٦) «الديوان» ٧٧: هدك، بدل: يعدل، هو الجون، بدل أبا الجون. وفي «التجريد»: أبو الجون وفي «المختار»: أبا الجود. وفي «اللسان»: أبو الجون كنية النمر، وفي «شرح التبريزي الحماسة»: أبو الجون يعني النمر. وقوله: يعدل صاحبا. في «المختار»:
«بعدك صاحبي».
(٧) ج: يشبهه. وفي «التجريد»: قيل: أبو الجون صاحب للقتال فشبهه به.
(٨) ج: «عتبة».
(٩) «الديوان» ٧٨: «لويري»، بدل: «لا يرى» ومثله في ج. «ومحزا»، بدل: «مهزا».
(١٠) «الديوان» ٧٨. «جل»، بدل: «أنس».
(١١) «الديوان» وس و «التجريد والمختار»: صمات (بالرفع) ويكون اسم كان مؤخرا.
(١٢) المعابل: جمع معبلة: نصل عريض طويل.
(١٣) ج، و «المختار»: «أكحل». والأطحل: ما كان في لون الرماد.
(١٤) «الديوان» ٧٨
وكانت لنا قلت ...
وفي س و «المختار»:
«مورد صاف»
(١٥) قوله، بشوائنا، في ج، س: بقبولنا. وفي «الديوان» ٧٨ بطعامنا، وفي خد: بسوائنا وقوله: سديف، في «الديوان»: نصيب.
(١٦) الشطر الأول في س و «المختار»:
«فأعلمه في صنعة الود أنني»
وفي ج:
«فأغلبه في صنعة الود» ...
والشطر الثاني في «الديوان» ٧٨:
أميط الأذى عنه ولا يتأمل
وقوله: وما إن يهلل: من قولهم. ما هلل عن قرنه، أي ما توقف عنه ولا نكل. هذا وترتيب الأبيات هنا مخالف لترتيبها في «الديوان».