كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار القتال ونسبه

صفحة 303 - الجزء 24

  أي ما يسمّي اللَّه تعالى عند صيده⁣(⁣١).

  وليمة أبي سفيان

  أخبرني اليزيديّ قال: حدّثني عمّي الفضل عن إسحاق الموصلي، وأخبرني به محمد بن جعفر⁣(⁣٢) الصّيدلانيّ، عن الفضل، عن إسحاق. وأخبرني به وسواسة بن الموصليّ عن حمّاد، عن أبيه، قال:

  قال أبو المجيب أو شدّاد بن عقبة:

  دعا رجل من الحيّ يقال له أبو سفيان، القتّال الكلابيّ إلى وليمة، فجلس القتّال ينتظر رسوله ولا يأكل⁣(⁣٣) حتى انتصف⁣(⁣٤) النهار، وكانت عنده فقرة⁣(⁣٥) من حوار، فقال لامرأته:

  فإنّ أبا سفيان ليس بمولم ... فقومي فهاتي فقرة من حوارك⁣(⁣٦)

  / قال إسحاق: فقلت له: ثمّ مه؟ قال: لم يأت بعده بشيء، إنّما أرسله يتيما. فقلت له: لمه⁣(⁣٧)؟ أفلا أزيدك / إليه بيتا آخر ليس بدونه؟ قال⁣(⁣٨): بلى، فقلت:

  فبيتك خير من بيوت كثيرة ... وقدرك خير من وليمة جارك⁣(⁣٩)

  فقال: بأبي أنت وأميّ، واللَّه لقد أرسلته مثلا⁣(⁣١٠)، وما انتظرت به العرب، وإنك لبزّ طرّاز ما رأيت بالعراق مثله، وما يلام الخليفة⁣(⁣١١) أن يدنيك ويؤثرك ويتملَّح⁣(⁣١٢) بك، ولو كان الشّباب يشترى لابتعته لك بإحدى يديّ، ويمنى عينيّ، وعلى أنّ فيك بحمد اللَّه بقية تسرّ الودود، وترغم الحسود.

  ولداه المسيب وعبد السّلام

  أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهري⁣(⁣١٣) قال: حدّثني عمر بن شبّة قال:

  كان للقتّال ابنان، يقال لأحدهما المسيّب، وللآخر عبد السّلام، ولعبد السّلام يقول:

  عبد السّلام تأمّل هل ترى ظعنا ... أنّي كبرت وأنت اليوم ذو بصر⁣(⁣١٤)


(١) علق ابن واصل على ذلك بقوله في «التجريد»:

قلت: أنا لا أشك أن هذا القول كذب من القتال: وليس في العادة أن النمور تألف الإنسان.

(٢) س: محمد جعفر.

(٣) س: «لا يأكل».

(٤) ج، خد، س: «ارتفع».

(٥) س: «قفرة».

(٦) «الديوان» ٧٢ وفيه: «فلقة»، بدل: «فقرة».

(٧) لم يذكر هذا الا الاستفهام في خد.

(٨) ج: «فقال».

(٩) لم يرد هذا البيت في «ديوانه».

(١٠) خد: «قبلا».

(١١) خد: «ولا يلائم الخليفة على».

(١٢) س: «ويملح». ج: «ويملحك». خد: «ويتملح»: ولم يذكر بك.

(١٣) «الجوهري»: لم تذكر في ج.

(١٤) «الديوان» ٥٣ كما هنا وفي س: «خلفا»، بدل: «ظعنا».