أخبار القتال ونسبه
  قتلتم فلمّا أن طلبتم عقلتم ... كذلك يؤتى بالذّليل كذلك(١)
  يغتال السجان ويهرب
  وقال ابن حبيب:
  خرج ابن هبّار القرشيّ إلى الشام في تجارة أو إلى بعض بني أميّة، فاعترضه جماعة فيهم القتّال الكلابيّ وغيره، فقتلوه وأخذوا ماله. وشاع خبره، فاتّهم به(٢) جماعة من بني كلاب وغيرهم من فتّاك العرب، فأخذوا وحبسوا، أخذهم عامل مروان بن الحكم، فوجّههم إليه وهو بالمدينة، فحبسهم ليبحث عن الأمر، ثم يقتل، قتله ابن هبّار، فلمّا خشي القتّال أن يعلم أمره، ورأى أصحابه ليس فيهم غناء - اغتال السّجّان فقتله، وخرج هو ومن كان معه من السّجن فهربوا(٣)، فقال يذكر ذلك:
  /
  أميم أثيبي قبل جدّ التّزيّل ... أثيبي بوصل أو بصرم معجّل(٤)
  أميم وقد حمّلت ما حمّل امرؤ ... وفي الصّرم إحسان إذا لم تنوّلي(٥)
  / وهي قصيدة طويلة يقول فيها:
  وإنّي وذكري أمّ حسّان كالفتى ... متى ما يذق طعم المدامة يجهل(٦)
  ألا حبّذا تلك البلاد وأهلها ... لو أنّ عذابي بالمدينة ينجلي(٧)
  برزت لها من سجن مروان غدوة ... فآنستها بالأيم لم تتحوّل(٨)
  وآنست حيّا بالمطالي وجاملا ... أبابيل هطلى بين راع ومهمل(٩)
  نظرت وقد جلَّى الدّجى طامس الصّوى ... بسلع وقرن الشمس لم يترجّل(١٠)
  وشبّت لنا نار لليلى صباحه ... يذكَّى بعود جمرها وقرنفل(١١)
(١) ج: لذلك، في الموضعين.
(٢) به: لم تذكر في س.
(٣) «المختار»: «وخرج هاربا من السجن مع نفر كانوا معه». وفي خد: «فهربوا من السجن». وجاء بعد ذلك في «المختار» ٦ - ١٦ خبر لم يذكر في «بقية النسخ»، وهو «وأما النمر الذي كان يألفه فيقال: إن القتال كان صالح خصومه عنه وأتاه فأخبره بصلحه القوم، وأقبلا من الجبل منحدرين، حتى إذا ما أسهلا عرف النمر أنه يريد الذهاب، فازبأر وانتفخ، وهاله ذلك حتى خشي على نفسه. وجعل يمر عن يمينه فلا يشعر به إلا وهو عن شماله. فبينا هو قدامه إذا هو خلفه. فلما خشي أن يقتله رماه بسهم فقتله».
(٤) س: «أبيني»، بدل: أثيبي. وفي «الديوان» ٧٣، كما هنا.
(٥) ج، س، و «الديوان»: ينول (بالبناء للمجهول).
(٦) س و «الديوان»: «أم حيان» بدل: أم حسان وهذا البيت هو آخر ما جاء من القصيدة في نسختي ج، وس. وبعده فيهما: وهي قصيدة طويلة. وبعد ذلك: وقال أبو زيد في خبره.
(٧) في «الديوان» ٧٤: الديار، بدل: البلاد.
(٨) «الديوان»: لما تحمل. وقوله: آنستها أي رأيتها وهي الظعن. والأيم: جبل أسود بحمى ضربة. تحمل أي تتحمل ومعناها:
ترحل. وقوله: برزت لها: في «الديوان»: بها.
(٩) «الديوان» ٧٤: والمطالي: أرض واسعة من بلاد أبي بكر بن كلاب، الجامل: القطيع من الجمال، وقيل: الحي العظيم. هطلى:
مهملة. وفي ف: تطلى.
(١٠) في «الديوان» ٧٣: طاسم وهي بمعنى طامس. والصوى: المعالم. وسلع: جبل بسوق المدينة. يترجل: يرتفع.
(١١) في «الديوان» ٧٥: شيافة، بدل: صباحه.