كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار القتال ونسبه

صفحة 311 - الجزء 24

  بنت القتّال فخرج القتال في سفر له، فلمّا آب منه أقبل حين أناخ إلى أهله، فوجد عند بنت ورقاء جرير بن الحصين، فلمّا رأى جرير القتّال نهض، فسأل القتّال عنه، فقالت له امرأته أم رياح - وهي صفية ويقال صفيفة⁣(⁣١) بنت الحارث بن الهصّان -: إن هذا البيت لبيت لا نزال نسمع فيه ما لا يعجبنا فطلَّق⁣(⁣٢) القتّال بنت ورقاء، وهي حامل، فولدت له بعد طلاقها المسيّب ابنه.

  وقال السكَّريّ في خبره: فقال القتّال في ذلك:

  ولمّا أن رأيت بني حصين ... بهم جنف إلى الجارات باد⁣(⁣٣)

  خلعت عذارها ولهيت عنها ... كما خلع العذار من الجواد⁣(⁣٤)

  / وقلت لها: عليك بني حصين ... فما بيني وبينك من عواد

  أناديها بأسفل واردات ... نكدت أبا المسيّب من تنادي؟⁣(⁣٥)

  وفي رواية السكري:

  أناديها وما يوم كيوم ... قضى فيه امرؤ وطر الفؤاد

  فرحت كأنّني سيف صقيل ... وعزّت جارة ابن أبي قراد

  جرير يضرب أنف القتال

  / قال: ثم إن كلاب بن ورقاء بن حذيفة بن عمّار بن ربيعة بن كعب بن عبد بن أبي بكر، نحر جزورا وصنع طعاما وجمع القوم عليه وقال: كلوا أيها الفتيان⁣(⁣٦)، فإنّ الطَّعام فيكم خير منه في الشّيوخ⁣(⁣٧). فقال القتّال: أنا واللَّه خير للفتيان⁣(⁣٨) منك، أرى المرأة قد أعجبت أحدهم فأطلقها له⁣(⁣٩). وفي القوم جرير بن الحصين الذي كان وجده عند امرأته، فرفع جرير السّوط فضرب به⁣(⁣١٠) أنف القتّال.

  ثم إنهم أعطوا القتّال حقّه فلم يقبله حتى أدرك ابناه: المسيّب وعبد السّلام.

  وقال السّكَّريّ: حتى احتلم ولده الأربعة، وهم: حبيب، وعبد الرحمن، وعبد الحيّ⁣(⁣١١) وعمير، وأمّهم: ريّا


(١) قوله: «ويقال صفيصفة»: لم يذكر في ج ولا س.

(٢) س: «وطلق».

(٣) الأبيات في «ديوانه» ٤٧.

وقوله: جنف، في «المختار»: حنف. والجنف: الميل. والجنف: الاعوجاج وفيه معنى الميل أيضا.

(٤) العذار: الذي يضم حبل الخطام إلى رأس البعير واللجام في الفرس، ويقال: فلان خليع العذار: جامح خارج عن الطاعة، كالفرس الذي لا لجام عليه. وفي «المختار»: «فلهيت» بدل: «ولهيت».

(٥) رواية «الديوان» هي رواية السكري التالية. وفي س: ولدت، بدل: نكدت، وزاد في خد بعد البيت: جهلت أبا المسيب.

(٦) خد: «كلي أيتها الفتيان». وما أثبتناه من ج، س، و «المختار».

(٧) ج، س: «فان الطعام خير هنة في الشيوخ». وفي خد و «المختار»: «خير منه في الشيوخ».

(٨) في ج و «المختار»: «خير للصبيان».

(٩) ج: لهم.

(١٠) به: لم تذكر في ج، خد، س.

(١١) خد: عبد الخير.