كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار القتال ونسبه

صفحة 312 - الجزء 24

  بنت نفر⁣(⁣١) بن عامر بن كعب بن أبي بكر، فحملهم على الخيل حين أظلم اللَّيل، ثم أتى بهم بني حصين⁣(⁣٢) فلقي لقاحا لهم ثمانين⁣(⁣٣)، / فأشمرها⁣(⁣٤) وبات يسوقها، لا تتخلَّف ناقة إلا عقرها حتى حبسها على الحصى، حين طلعت الشّمس، والحصى⁣(⁣٥): ماء لعبد اللَّه بن أبي بكر، فحبسها وزجرهم عنها، حتى جاء⁣(⁣٦) بنو حصين فعقلوا له من ضربته أربعين بكرة وأهدرت الضّربة، وإنما أخذ الأربعين بكرة⁣(⁣٧) مكرها، لأن قومه أجبروه على ذلك.

  قال شدّاد: وفي ابنه عبد السّلام، يقول:

  عبد السّلام تأمّل هل ترى ظعنا ... إني كبرت وأنت اليوم ذو بصر⁣(⁣٨)

  لا يبعد اللَّه فتيانا أقول لهم ... بالأبرق الفرد لمّا فاتني نظري

  يا هل ترون بأعلى عاصم ظعنا ... نكَّبن فحلين واستقبلن ذا بقر

  صلَّى على عمرة الرحمن وابنتها ... ليلى وصلَّى على جاراتها الأخر

  هنّ الحرائر لا ربّات أحمرة ... سود المحاجر لا يقر أن بالسّور

  قال أبو زيد: وحدّثني شدّاد بن عقبة قال:

  أتى الأخرم بن مالك بن مطرف بن كعب بن عوف بن عبد بن أبي بكر ومحصن بن الحارث بن الهصّان في نفر من بني⁣(⁣٩) أبي بكر القتّال وهو محبوس، فشرطوا عليه ألا يذكر عالية في شعره، وهي التي ينسب بها في أشعاره، فضمن ذلك لهم، فأخرجوه⁣(⁣١٠) / من السّجن⁣(⁣١١) عشاء، ثم راح القوم من السّجن، وراح القتّال معهم، حتى إذا كان في بعض الليل انحدر يسوق بهم، ويقول:

  قلت له يا أخرم بن مال⁣(⁣١٢) ... إن كنت لم تزر على وصالي⁣(⁣١٣)

  ولم تجدني فاحش الخلال ... فارفع لنا من قلص عجال


(١) ج، س، و «المختار»: معن.

(٢) ج، س: «أتى بهم حصينا.

(٣) س: ملآى.

(٤) ج، و «المختار»: «فأسمرها». ومعنى أشهرها: أطلقها وأرسلها.

(٥) ج، س: «على الحصى ماء» وسقط ما بينهما. وهو من خد. ف. وفي «المختار»: الحصباء، بدل الحصى.

(٦) ج، س: حي بني.

(٧) «بكرة»: لم تذكر في خد.

(٨) سبق تخريج هذه الأبيات ص: ١٠٦ من طبعة دار الكتب.

(٩) خد: «من أبي بكر».

(١٠) ج، س: وأخرجوه.

(١١) خد: «من الحبس».

(١٢) مال: مالك وقد رخم. وهذا الرجز في «الديوان» ٨٣.

(١٣) «الديوان»: «الوصال»، خد: «الفعال».