كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار القتال ونسبه

صفحة 314 - الجزء 24

  فصدعوا وكذّبوا ما قالا⁣(⁣١)

  / وقال وأنشدني له أيضا:

  أنا الذي ضربتها بالمنصل ... عند القرين السائل المضّل⁣(⁣٢)

  ضربا بكفّي بطل لم ينكل⁣(⁣٣)

  ابن فارس وابن فارس

  وقال السكريّ في روايته:

  أراد القتّال أن يتزوّج بنت المحلَّق بن حنتم، فتزوّجها عبد الرحمن بن صاغر⁣(⁣٤) البكَّائيّ، فلقي مولاة لها⁣(⁣٥) يقال لها: جون، فقال لها: ما فعلت؟ قالت: تزوّجها عبد الرحمن بن صاغر؛ فقال: ما لها ولعبد الرحمن؟ فقال له: ذاك ابن فارس عرّاد. قال: فأنا ابن فارس ذي الرّحل، وأنا ابن فارس العوجاء⁣(⁣٦)، ثمّ انصرف وأنشأ يقول:

  يا بنت جون أبانت بنت شدّاد؟(⁣٧) ... نعم لعمري لغور بعد إنجاد

  لمطلع الشّمس ما هذا بمنحدر ... نحو الرّبيع ولا هذا بإصعاد

  قالت فوارس عرّاد، فقلت لها: ... وفيم أمّي من فرسان عرّاد

  فرسان ذي الرّحل والعوجاء⁣(⁣٨) وابنتها ... فدى لهم رهط ردّاد وشدّاد⁣(⁣٩)

  يحض قومه ويلومهم

  والقصيدة التي في أوّلها الغناء المذكور، يقولها القتّال يحضّ أخاه وعشيرته / على تخلَّصه من المطالبة التي يطالب بها في قتل⁣(⁣١٠) زياد بن عبيد اللَّه، واحتمال العقل عنه، ويلومهم في قعودهم عن المطالبة بثأر لهم قبل بني جعفر بن كلاب.

  وكان السبب في ذلك فيما ذكره عمر بن شبّة، عن حميد بن مالك عن أبي خالد الكلابيّ، قال:

  كان عمرو بن سلمة بن سكن بن قريظ بن عبد بن أبي بكر، أسلم فحسن إسلامه ووفد إلى النبيّ ، فاستقطعه حمى بين الشقراء⁣(⁣١١)، والسّعديّة، والسعديّة: ماء لعمرو بن سلمة، والشقراء: ماء⁣(⁣١٢) لبني قتادة


(١) «فصدعوا»: من خد، و «المختار، والديوان». وفي ج: فصعدوا. وفي «بيروت»: «فصدقوا».

(٢) «الديوان» ٨٤ وفي خد: المقصل. والقرين تصغير قرن، وهو حد رابية مشرفة على وهدة صغيرة («اللسان»: قرن).

(٣) في س. وبيروت، و «الديوان»: لم يثكل. وفي ج؛ يبطل. وما أثبتناه من خد، والمعنى: لم يجبن.

(٤) خد: ما غر.

(٥) س: امرأة، بدل: مولاة لها.

(٦) ج، س: العرجاء.

(٧) «الديوان» ٤٦. وفي س: شراد.

(٨) ج، س، و «الديوان»: والعرجاء.

(٩) ج، س: رواد وشراد.

(١٠) خد: «قتله».

(١١) س: «الشعارى»، ج: «الشعراء».

(١٢) «ماء»: لم تذكر في خد.