كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الحكم بن عبدل ونسبه

صفحة 610 - الجزء 2

  حتى إن كان المكاري ليسوق بغله أو حماره فيقول: عد⁣(⁣١)

  أمات اللَّه حسّان بن سعد

  فإذا سمع ذلك أبوه قال:

  بل أمات اللَّه ابني محمدا، فهو عرّضني لهذا البلاء في ثلاثين درهما.

  ابن عبدل وأبو المهاجر

  أخبرني أحمد بن محمد زكريّا الصّحّاف قال حدّثنا قعنب بن محرز قال أخبرنا الهيثم بن عديّ قال:

  دعا أبو المهاجر الحكم بن عبدل ليشرب عنده وله جارية تغنّي فغنّت؛ فقال ابن عبدل:

  يا أبا المهاجر قد أردت كرامتي ... فأهنتني وضررتني لو تعلم

  عند التي لو مسّ جلدي جلدها ... يوما بقيت مخلَّدا لا أهرم

  أو كنت في أحمى جهنّم بقعة ... فرأيتها بردت عليّ جهنّم

  قال: فجعل أبو المهاجر يضحك ويقول له: ويحك! واللَّه لو كان إليها سبيل لو هبتها لك، ولكن لها / منّي ولد.

  ابن عبدل وعمر بن يزيد الأسدي

  أخبرنا الحسن بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن الحارث الخزّاز عن المدائنيّ قال: كان عمر بن يزيد الأسديّ مبخّلا، ووجده أبوه مع أمة له فكان يعيّر بذلك، وجاءه / الحكم بن عبدل الأسديّ ومعه جماعة من قومه يسألونه حاجة، فدخلوا إليه وهو يأكل تمرا فلم يدعهم إليه، وذكروا له حاجتهم فلم يقضها؛ فقال فيه ابن عبدل:

  جئنا وبين يديه التمر في طبق ... فما دعانا أبو حفص ولا كادا

  علا على جسمه ثوبان من دنس ... لؤم وجبن ولولا أيره سادا

  ابن عبد: يقتضي ديون امرأة موسرة من الكوفة

  أخبرني علي بن سليمان الأخفش قال أخبرنا محمد بن الحسن الأحول عن أبي نصر عن الأصمعيّ قال:

  كانت امرأة موسرة بالكوفة وكانت لها على الناس ديون بالسّواد، فاستعانت⁣(⁣٢) بابن عبدل في دينها، وقالت:

  إني امرأة ليس لي زوج، وجعلت تعرّض بأنها تزوّجه نفسها؛ فقام ابن عبدل في دينها حتى اقتضاه؛ فلما طالبها بالوفاء كتبت إليه:

  سيخطئك الذي حاولت منّي ... فقطَّع حبل وصلك من حبالي

  كما أخطاك معروف ابن بشر ... وكنت تعدّ ذلك رأس مال

  قال: وكان ابن عبدل أتى ابن بشر بالكوفة فسأله؛ فقال له: أخمسمائة أحبّ إليك الآن عاجلة أم ألف في قابل؟


(١) هذه الكلمة تقولها العامة لزجر البغال بدل «عدس». قال صاحب «اللسان» (مادة عدس): «وعدس وحدس زجر للبغال والعامة تقول عد».

(٢) في ط: «فاستغاثت».