كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الحكم بن عبدل ونسبه

صفحة 611 - الجزء 2

  قال: ألف في قابل. فلما أتاه قال له: ألف أحبّ إليك أم ألفان في قابل؟ قال: ألفان؛ فلم يزل ذلك دأبه حتى مات ابن بشر وما أعطاه شيئا.

  ابن عبدل وعبد الملك بن بشر بن مروان

  أخبرني عمي قال حدّثنا الكرانيّ قال حدّثنا العمريّ عن لقيط قال:

  دخل ابن عبدل على عبد الملك بن بشر⁣(⁣١)، فقال له: ما أحدثت بعدي؟ قال: خطبت امرأة من قومي فردّت عليّ جواب رسالتي ببيتي شعر؛ قال: وما هما؟

  / قال: قالت:

  سيخطئك الذي حاولت مني ... فقطَّع حبل وصلك من حبالي

  كما أخطاك معروف ابن بشر ... وكنت تعدّ ذلك رأس مال

  فضحك عبد الملك، ثم قال: لجاد⁣(⁣٢) ما أذكرت بنفسك! وأمر له بألفي درهم.

  ابن عبدل وبشر بن مروان

  أخبرني أبو الحسن الأسديّ وحبيب بن نصر المهلَّبيّ قالا حدّثنا الحسن بن عليل قال حدّثنا محمد بن معاوية الأسديّ قال حدّثني منجاب بن الحارث قال حدّثني عبد الملك بن عفّان قال:

  كان الحكم بن عبدل الأسديّ ثم الغاضريّ صديقا لبشر بن مروان، فرأى منه جفاء لشغل عرض له، فغبر⁣(⁣٣) عنه شهرا، ثم التقيا فقال: يا بن عبدل، مالك تركتنا وقد كنت لنا زوّارا؟ فقال ابن عبدل:

  كنت أثني عليك خيرا فلمّا ... أضمر القلب من نوالك ياسا

  كنت ذا منصب قنيت حيائي ... لم أقل غير أن هجرتك باسا

  لم أطق ما أردت بي يا بن مروا ... ن ستلقى إذا أردت أناسا

  يقبلون الخسيس منك ويثنو ... ن ثناء مدخمسا⁣(⁣٤) دخماسا

  فقال له: لا نسومك الخسيس ولا نريد منك ثناء مدخمسا، ووصله وحمله وكساه.

  ابن عبدل وقد طلبه عمر بن هبيرة للغزو

  أخبرني / الأسديّ قال حدّثنا الحسن بن عليل العنزيّ قال وحدّثني محمد بن معاوية قال حدّثني منجاب بن الحارث عن عبد الملك بن عفّان قال:


(١) كذا في أ، م، ط. وهذا يوافق ما تقدّم في هذه الصفحة من أن ابن عبدل أتى ابن بشر بالكوفة، والمراد عبد الملك بن بشر بن مروان، وقد كان مسلمة بن عبد الملك وجهه أميرا على البصرة (انظر «تاريخ ابن جرير الطبريّ» في حوادث سنة ١٠٢). وفي باقي الأصول: «عبد الملك بن مروان».

(٢) كذا في ط، ء، ح. وفي سائر النسخ: «لحاك اللَّه ما أذكرت بنفسك».

(٣) كذا في أ، م، ط. وغبر عنه: ذهب ولم يره. وفي باقي الأصول: «فغيب عنه».

(٤) يقال: ثناء مدخمس ودخماس أي ليست له حقيقة، وهو الذي لا يبين ولا يجدّ فيه. وقد ذكر صاحب «اللسان» في مادة «دخمس» هذا المعنى واستشهد له بهذا البيت.