كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب الراعي وأخباره

صفحة 341 - الجزء 24

  /

  عاصم يا بن عقيل ... أفسح العالم باعّا

  وارث المجد قديما ... ساميا ينمي ارتفاعا

  عن هبير وابنه جع ... دة فاحتلّ التّلاعا

  فقال له عاصم: أسمعت يا عمّار فقل فقد أبلغت في الثّناء⁣(⁣١)، فقال:

  /

  اكسني أصلحك الل ... هـ قميصا وصقاعا⁣(⁣٢)

  وأرحني من ثياب ... باليات تتداعى

  طال ترقيعي لها حت ... ى لقد صارت رقاعا

  كلَّها لا شيء فيها ... غير قمل تتساعى

  لم تزل تولي الذي ير ... جوك برّا واصطناعا

  فنزع عاصم جبّة كانت عليه، وأمر غلامه فجعل تحتها قميصا ودفعها إليه، وأمر له بمائتي درهم.

  قصيدته الذالية كثيرة المرذول ولكنها مضحكة

  فأمّا القصيدة الذّالية، التي استحسنها الوليد، وسأل حمّادا الرّاوية عنها فإنها كثيرة المرذول، ولكنها مضحكة طيّبة من الشّعر المرذول⁣(⁣٣) وفيها يقول:

  أنت وجدا بها كمغض ... ي جفون⁣(⁣٤) على القذى

  لم يقل قائل من النّ ... اس قولا كنحو ذا⁣(⁣٥)

  تحت حرّ وصلته ... صار شعرا⁣(⁣٦) مهذّذا

  قول عمّار ذي كبا ... ر فيا حسن ما احتذى

  علَّلاني بذكرها ... واسقياني محذّذا

  تترك الأذن سخنة ... أرجوانا بها خذا⁣(⁣٧)

  يتغزل بقصيدة جيدة

  ومن صالح شعره قوله:


(١) خد: «أبلغت في البناء».

(٢) الصقاع: ما يقي الرأس من العمامة والخمار والرداء.

(٣) خد: «الشعر الدون».

(٤) خد، «المختار»: ... كمغض جفونا ... على قذى».

(٥) أثبتنا هذا البيت من ف، خد، «المختار».

(٦) ب، س:

«صار سعدا مهذذا»

بدل الشطر الثاني. وفي «المختار»:

«بحت حبي وصلته»

بدل الشطر الأول.

(٧) روى البيت في «اللسان» (خذا).

تدع الأذن سخنة ... ذا احمرار بها خذا

والخذا: الاسترخاء. وفي «المختار»:

«يترك الأذن شربها»

وفي ب، س:

«تترك الأذن شرعا»