نسب الراعي وأخباره
  شجا قلبي غزال ذو ... دلال واضح السّنّه
  أسيل الخدّ مربوب ... وفي منطقه غنّه
  ألا إنّ الغواني قد ... برى جسمي هواهنّه
  وقالوا: شفّك الحور ... هوى قلت لهم: إنّه
  ولكنّي على ذاك ... معنّى بأذاهنّه(١)
  أراح اللَّه عمّارا ... من الدّنيا ومنهنّه
  بعيدات قريبات ... فلا كان ولا كنّه
  فقد أذهل منّي العقل ... والقلب شجا هنّه
  يمنّين الأباطيل ... ويجحدن الذي قلنه
  يتغزل بقصيدة أخرى ميمية طويلة
  (٢) وقوله أيضا:
  يا دوم دام صلاحكم ... وسقاك ربّي صفوة الدّيم
  من كلّ دان مسبل هطل ... متتابع سحّ من الرّهم(٣)
  ترد الوحوش إليه سارعة ... والطير أفواجا من القحم(٤)
  قلقلت من وجد بكم كبدي ... وصدعت صدعا غير ملتئم
  وتركتني لعواذلي غرضا ... كالَّلحم متّركا على الوضم(٥)
  / برح الخفاء وقد علمت به ... إني لحبّك غير مكتتم
  أخفيته حتّى وهي جلدي ... وبرى فؤادي واستباح دمي
  يا أحسن الثّقلين كلَّهم ... وأتمّ من يخطو على قدم
  يصبوا الحليم لحسن بهجتها ... ويزيده ألما إلى ألم
  تفترّ عن سمطين من برد ... متفلَّج عن حسن مبتسم(٦)
  كالأقحوان لغبّ سارية ... جنح العشاء ينير في الظَّلم
  حمّ الَّلثات يروق ناظره ... ما عيب من روق ولا قصم(٧)
(١) ب، س: «معنى بأذاكنه».
(٢) أثبتنا هذه القصيدة من ف، خد، وهي ساقطة من بقية النسخ.
(٣) أسبل السحاب: أمطر. وسحاب هطل: متتابع. والرهم جمع رهمة: المطر الدائم أيضا.
(٤) القحم جمع قحمة، وهو القحط.
(٥) الوضم: ما وقي به اللحم عن الأرض من خشب وحصير.
(٦) سمطين: تثنية سمط، وهو الخيط ما دام الخرز ونحوه منظوما فيه. ومتفلج: أي منفرج، يصف أسنانها بالاعتدال والحسن.
(٧) الروق: طول الأسنان، والقصم: انكسار الثنية من النصف، يؤكد وصف أسنانها بالحسن والجمال.