كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

نسب الراعي وأخباره

صفحة 343 - الجزء 24

  تؤمي بكفّ رطبة خضبت ... وأنامل ينطفن كالغنم⁣(⁣١)

  وبمقلة حوراء ساجية⁣(⁣٢) ... وبحاجب كالنّون بالقلم

  والجيد منها جيد مغزلة⁣(⁣٣) ... تحنو إلى خشف⁣(⁣٤) بذي سلم

  وكدمية المحراب ماثلة ... والفرع جثل⁣(⁣٥) النبت كالحمم

  وكأنّ ريقتها إذا رقدت ... راح يفوح بأطيب النسم

  رواية أخرى في سبب إنشاء قصيدته التالية

  أخبرني الحرميّ بن أبي العلاء قال: حدّثنا الحسن بن أحمد بن طالب الدّيناريّ قال: حدّثني إسحاق بن إبراهيم الموصليّ، قال:

  / قال حمّاد الراوية:

  أرسل الوليد بن يزيد إليّ بمائتي دينار: وأمر يوسف بن عمر بحملي⁣(⁣٦)، على البريد، فقلت: يسألني عن مآثر طرفيه قريش أو ثقيف، فنظرت في كتابي ثقيف وقريش حتى حفظتهما، فلما قدمت عليه سألني عن أشعار / بليّ، فأنشدته منها ما حفظته، ثم قال لي: أنشدني في الشّراب، وعنده قوم من وجوه أهل الشام. فأنشدته لعمّار ذي كبار:

  أصبح القوم قهوة ... في أباريق تحتذى

  من كميت مدامة ... حبّذا تلك حبّذا

  تترك الأذن شربها ... أرجوانا بها خذا

  فقال: أعدها، فأعدتها، فقال لخدمه: خذوا آذان القوم، قال: فأتينا بالشراب فسقينا حتى ما درينا متى⁣(⁣٧) نقلنا، ثم حملنا فطرحنا في دار الضّيفان، فما أيقظنا إلا حرّ الشّمس وجعل شيخ من أهل الشّام يشتمني ويقول: فعل اللَّه بك وفعل، أنت صنعت بنا هذا.

  صوت

  شطَّت ولم تثب الرّباب ... ولعل للكلف النّواب

  نعب الغراب فراعني ... بالبين إذ نعب الغراب

  عروضه من الضرب الثالث⁣(⁣٨) العروض الثالثة⁣(⁣٨) من الكامل.

  والشعر: لعبد اللَّه بن مصعب الزّبيريّ، والغناء، لحكم الوادي، ثاني ثقيل بإطلاق الوتر في مجرى البنصر، عن إسحاق.


(١) العنم: نبات أملس دائم الخضرة، ثمره أحمر يشبه به البنان المخضوب.

(٢) ساجية: ساكنة.

(٣) المغزلة: الظبية لها غزال فهي دائمة النظر إليه.

(٤) الخشف: ولد الظبية أول ما يولد.

(٥) الجثل: الطويل الغليظ الملتف.

(٦) ب، س: يحملني على البريد.

(٧) ب، س: «متى حملنا فطرحنا».

(٨ - ٨) تكملة من ب، س.