كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عبد الله بن مصعب ونسبه

صفحة 352 - الجزء 24

  (⁣١) أخبرني محمد قال: حدّثني الحسن قال: حدّثني محمد بن عبد اللَّه بن آدم قال:

  قيل لعمارة: أقتلت فروة؟ فقال: واللَّه ما قتلته ولكني أقتلته أي سبّبت له سببا قتل به⁣(⁣١).

  المأمون يلومه على مبالغته في وصف نفسه بالكرم

  أخبرني محمد قال: حدثنا الحسن قال: حدّثني محمد بن عبد اللَّه قال: حدّثني عمارة قال:

  رحت إلى المأمون، فكان ربما قرّب إليّ الشيء من الشّراب أشربه بين يديه، وكان يأمر بكتب كثير مما أقوله، فقال لي يوما: كيف قلت: قالت مفدّاة؟ ونظر إليّ نظرا منكرا، فقلت⁣(⁣٢): يا أمير المؤمنين، مفدّاة امرأتي، وكانت نظرت إليّ وقد أفتقرت⁣(⁣٣) وساءت حالي، قال: فكيف قلته؟ فأنشدته:

  قالت مفدّاة لمّا أن رأت أرقي ... والهمّ يعتادني من طيفه لمم⁣(⁣٤)

  أنهبت⁣(⁣٥) مالك في الأدنين آصرة ... وفي الأباعد حتى حفّك العدم

  فاطلب إليهم تجد ما كنت من حسن ... تسدي إليهم فقد ثابت لهم صرم⁣(⁣٦)

  / فقلت: عاذلتي، أكثرت لائمتي ... ولم يمت حاتم هزلا ولا هرم⁣(⁣٧)

  / قال: فنظر إليّ المأمون مغضبا وقال: لقد علت همّتك أن ترقى بنفسك إلى هرم وقد خرج من ماله في إصلاح قومه.

  عمرو بن مسعدة يأذن له بالانصراف ويعطيه ألف درهم

  أخبرني محمد بن يحيى الصّوليّ قال: حدّثني⁣(⁣٨) العنزيّ قال: حدّثني محمد بن عبد اللَّه قال: حدثنا⁣(⁣٨) عمارة قال:

  استشفعت بعليّ بن هشام في أن يؤذن لي في الانصراف، فقال: ما أفعل ذلك لأنك⁣(⁣٩) تنشد أمير المؤمنين إذا خلوت به وتخبره عن وقائعك وفعالك⁣(⁣١٠) ثم تخبره أنّك مظلوم، وقد أخذ هذا أمير المؤمنين عليك. ثم تذاكرنا⁣(⁣١١) فقال: أما تذكر أبا الرّازي حين أوقع بقومك وأوقعوا به، ثم تدخل على أمير المؤمنين مغضبا فتقول:


(١ - ١) تكملة من ف، خد، «المختار».

(٢) ب، س: قال: هي امرأتي نظرت إلي وقد افتقرت ...

(٣) خد: «وقد أوذيت».

(٤) «المختار»:

«من طيفه ألم»

(٥) خد: «أنهيت». وفي ب، س: «نهبت».

(٦) الصرم جمع صرمة. وهي القطعة من الإبل أو النخل. وفي ب. س. «التجريد»: «فقد بانت بهم حرم». وفي «المختار»: «فقد بانت لهم حرم».

(٧) روى في ب، س:

فقلت عاذل قد أكثرت لائمتي ... ولم يمت حاتم عذلا ولا هرم

(٨ - ٨) تكملة من ف، خد.

(٩) ب، س: «أنت تنشد أمير المؤمنين».

(١٠) ب، س: «وفعلك».

(١١) خد: «ثم تذكر أبا الرازي حين أوقع بقومك».