كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عبد الله بن مصعب ونسبه

صفحة 353 - الجزء 24

  علام نزار الخيل تفأى رؤسنا⁣(⁣١) ... وقد أسلمت مع النّبيّ نزار؟

  وهي أبيات قالها حين قتلهم أبو الرّازي - وكان عمارة قد خرج من عند المأمون فنظر إلى رؤوس أصحابه، فدخل فأنشد هذا البيت - قال: وأكره أن تتبعك⁣(⁣٢) نفسي أمير المؤمنين فيجد على من كلمه فيك، فعليك بعمرو بن مسعدة وأبي عبّاد فإنّهما يكتبان⁣(⁣٣) بين يدي أمير المؤمنين، ويخلوان معه ويمازحانه، فأتيت أبا عبّاد / فذكرت له التشوّق⁣(⁣٤) إلى العيال، وسألته الاستئذان، فصاح في وجهي وقال: مقامك أحبّ إلى أمير المؤمنين من ظعنك، وما أفعل ما يكرهه⁣(⁣٥) فذهبت من فوري إلى عمرو بن مسعدة، فدخلت عليه وهو يختضب، فشكوت إليه الأمر فقال:

  يا أبا عقيل، لقد أذنت لك في ساعة ما أظهر فيها لأحد، ولي حاجة، قلت: وما هي؟ قال: ألف درهم تجعل لك في كيس تشتري بها عبدا يؤنسك في طريقك، ولست أقصّر فيما تحبّ. فتلعثمت ساعة وتلكأت، فقال: حقّا، لئن لم تأخذها لا كلمتك، فأخذتها وانصرفت وأنا أقول:

  عمرو بن مسعدة الكريم فعاله ... خير وأمجد من أبي عبّاد

  من لم يزمزم والداه ولم يكن ... بالرّيّ علج بطانة وحصاد⁣(⁣٦)

  بصّرته سبل الرّشاد فما اهتدى ... لسبيل مكرمة ولا لرشاد⁣(⁣٧)

  وعرفت إذ علقت يدي بعنانه ... أنّي علقت عنان غير جواد

  (⁣٨) لو كان يعلم إذ يشيح تحرّقي ... في كلّ مكرمة ولين قيادي

  عرف المصدّق رأيه أني امرؤ ... يفني العطاء طرائفي وتلادي⁣(⁣٨)

  وأصون عرضي بالسّخاء إن غدت ... غبر المحاجر شعّثا أولادي

  أبو حاتم السجستاني يراجعه في اللغة

  أخبرني محمد بن يحيى قال: حدّثنا العنزي قال: حدّثني سلم بن خالد قال:

  / أنشد عمارة قصيدة له، فقال فيها: الأرياح والأمطار، فقال له أبو حاتم السّجستاني: هذا لا يجوز، إنّما هو الأرواح، فقال:

  لقد جذبني إليها طبعي، فقال له أبو حاتم: قد اعترضه علمي، فقال: أما تسمع قولهم⁣(⁣٩): رياح؟ فقال له أبو حاتم: هذا خلاف ذلك، قال: صدقت، ورجع⁣(⁣١٠).


(١) فأي رأسه: فلقة. وفي ب، س: «تفأى رؤسها».

(٢) خد: «وأكره أن معك نفس أمير المؤمنين ...».

(٣) خد: «يكثران».

(٤) خد؛ «الشوق».

(٥) خد: «ما يكره أمير المؤمنين».

(٦) ف:

... بظارة وحصاد»

(٧) ب، س، خد:

«فما انتهى»

بدل:

«فما اهتدى».

«ولا إرشاد»

بدل:

«لرشاد»

(٨ - ٨) تكملة من ف، خد.

(٩) خد: «قولي».

(١٠) ذكر «اللسان» (روح) و «المصباح» هذه الحكاية وصوب جمع ريح على أرياح.