كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عبد الله بن مصعب ونسبه

صفحة 354 - الجزء 24

  يمدح الواثق فيأمر له بخلعه وجائزة:

  حدّثنا محمد بن يحيى قال: حدّثنا الحسن، قال: حدثنا العنزيّ، قال:

  قدم عمارة البصرة أيّام⁣(⁣١) الواثق، فأتاه علماء البصرة وأنا معهم وكنت غلاما فأنشدهم قصيدة يمدح فيها⁣(⁣٢) الواثق فلمّا بلغ إلى قوله:

  وبقيت في السّبعين أنهض صاعدا ... فمضى لداتي كلَّهم فتشعّبوا

  بكى على ما مضى من عمره، فقالوا له: أملها علينا، قال: لا أفعل حتى أنشدها أمير المؤمنين، فإني مدحت رجلا مرّة بقصيدة فكتبها منّي رجل ثم سبقني بها إليه،⁣(⁣٣) ثم خرج إليّ الواثق⁣(⁣٣) فلما قدم أتوه وأنا / معهم فأملاها عليهم.

  ثم حدّثهم فقال: أدخلني إسحاق بن إبراهيم على الواثق، فأمر لي بخلعة وجائزة فجاءني بهما خادم، فقلت:

  قد بقي من خلعتي⁣(⁣٤) شيء قال: وما بقي؟ قلت: خلع عليّ المأمون خلعة وسيفا. فرجع إلى الواثق / فأخبره، فأمره بإدخالي، فقال: يا عمارة، ما تصنع بسيف؟ أتريد أن تقتل به بقيّة الأعراب الذين قتلتهم بمقالك⁣(⁣٥)؟ قلت: لا واللَّه يا أمير المؤمنين ولكن لي شريك في نخيل⁣(⁣٦) لي باليمامة، ربما خانني فيه فلعلي أجرّبه عليه، فضحك وقال:

  نأمر لك به قاطعا، فدفع إليّ سيفا من سيوفه.

  النخعي يصله بالمأمون فيمدحه وينال جائزة

  أخبرنا الصّوليّ قال: حدّثني يزيد بن محمد المهّلبيّ قال:

  حدّثني النّخعيّ قال:

  لما قدم عمارة إلى بغداد قال لي: كلَّم لي المأمون - وكان النّخعيّ من ندماء المأمون - قال: فما زلت أكلَّمه حتى أوصلته إليه، فأنشده هذه القصيدة:

  حتّام قلبك بالحسان موكل ... كلف بهنّ وهنّ عنه ذهّل؟

  فلما فرغ قال لي: يا نخعيّ، ما أدري أكثر ما قال إلا أن أقيسه⁣(⁣٧)، وقد أمرت له لكلامك فيه بعشرين ألف درهم.

  يقدم خالد بن يزيد على تميم بن خزيمة

  حدّثني الصّوليّ، قال: حدّثني الحسن، قال: حدّثني محمد بن عبد اللَّه بن آدم العبديّ قال:

  كانت بنو تميم اجتمعت ببغداد على عمارة حين قال شعره الذي يقدّم فيه خالد بن يزيد على تميم بن خزيمة،


(١) ب، س: «على الواثق».

(٢) ب، س: «يمدح بها الواثق».

(٣ - ٣) تكملة من ف، «التجريد»، خد.

(٤) ب: «خلعي».

(٥) خد، «التجريد»: «الذين قتلهم بغا».

(٦) ب، س: «شريك في تحصيلي من اليمامة».

(٧) ب، س: «إلا أنا نشك». وفي ف: «أن أفتشه».