كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الحكم بن عبدل ونسبه

صفحة 613 - الجزء 2

  لعمري لقد غاليت بالمهر إنه ... كذاك يغالى بالنساء المواجد⁣(⁣١)

  قال: فلما دخل بها كرهها فقال:

  أعاذلتيّ من لوم دعاني ... أقلَّا اللوم إن لم تعذراني

  فإني قد دللت على عجوز ... مبرقعة مخضّبة البنان

  تغضّن جلدها واخضرّ إلا ... إذا ما ضرّجت بالزعفران

  فلما أن دخلت وحادثتني ... أظلَّتني بيوم أرونان⁣(⁣٢)

  تحدّثني عن الأزمان حتى ... سمعت نداء حرّ⁣(⁣٣) بالأذان

  فقالت قد نكحت اثنين شتّى ... فلما صاحباني⁣(⁣٤) طلَّقاني

  وأربعة نكحتهم فماتوا ... فليت عريف حيّ⁣(⁣٥) قد نعاني

  وقالت ما تلادك قلت مالي ... حمار ظالع ومزادتان

  وبوريّ⁣(⁣٦) وأربعة⁣(⁣٧) زيوف ... وثوبا مفلس متخرّقان

  وقطعة جلَّة⁣(⁣٨) لا تمر فيها ... ودنّا عومة⁣(⁣٩) متقابلان

  / فقالت قد رضيت فسمّ ألفا ... ليسمع ما تقول الشّاهدان

  وما لك عندنا ألف عتيد ... ولا تسع تعدّ ولا ثمان

  ولا سبع ولا ستّ ولكن ... لكم عندي الطويل من الهوان

  كان منقطعا إلى بشر بن مروان فلما مات رثاه

  أخبرني محمد بن الحسن بن دريد قال حدّثني عمّي عن أبيه ابن الكلبيّ قال:

  كان الحكم بن عبدل الأسديّ منقطعا إلى بشر بن مروان، وكان يأنس به ويحبّه ويستطيبه، وأخرجه معه إلى البصرة لمّا وليها، فلما مات بشر جزع عليه الحكم وقال يرثيه:


= فيما يؤنث من الأسماء. والعادية: نسبة إلى عاد، وهو كناية عن القدم، يقال: بئر عادية أي قديمة. فلعله محرّف عن «بسط».

(١) المواجد: جمع ماحدة، وهي المرأة السمحة الحسنة الخلق.

(٢) أرونان: صعب.

(٣) في أ، م: «آخر».

(٤) كذا فيء وهامش ط مكتوبا بجانبها كلمة «صح». وفي أ، م، ط: «صادقاني». وفي باقي الأصول: «صابحاني» ولم نجد في «اللسان» ولا «تاج العروس» صيغة فاعل من هذه المادة.

(٥) كذا في ط. وفي سائر النسخ: «عزيف جنّ».

(٦) البوري: الحصير المنسوج من القصب، فارسيّ معرّب.

(٧) أي أربعة دراهم زائفة.

(٨) الجلة: قفة كبيرة للتمر.

(٩) كذا في جميع النسخ ولم نفهم المراد منها.