كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

خبر زيد بن عمرو ونسبه

صفحة 91 - الجزء 3

  بل كلّ⁣(⁣١) ما نال الفتى ... قد نلته إلا التّحيّه⁣(⁣٢)

  مدرج الريح وسبب هذه التسمية:

  وأمّا مدرج الرّيح فاسمه عامر بن المجنون الجرميّ، وإنما سمّي مدرج الريح بشعر قاله في امرأة كان يزعم أنّه يهواها من الجنّ وأنّها تسكن الهواء⁣(⁣٣) وتتراءى له، وكان محمّقا؛ وشعره هذا:

  صوت

  لابنة الجنّيّ في الجوّ طلل ... دارس الآيات عاف كالخلل

  درسته الرّيح من بين صبا ... وجنوب درجت حينا وطلّ

  الغناء فيه لحنين ثقيل أوّل بالوسطى عن الهشاميّ وابن المكيّ، وذكر حبش أنّه لمعبد، وذكر عمرو بن بانة أنّ لحن حنين من خفيف الثّقيل الأوّل بالبنصر. وأخبار عامر بن المجنون تذكر في موضع آخر إن شاء اللَّه تعالى.

  سعية بن غريض وشعره وهو يحتضر:

  وأما سعية بن غريض فقد كان ذكر خبر جدّه / السّموءل بن غريض بن عاديا في موضع غير هذا. وكان سعية بن غريض شاعرا، وهو الذي يقول لمّا حضرته الوفاة يرثي نفسه:

  صوت

  يا ليت شعري حين يذكر صالحي⁣(⁣٤) ... ماذا تؤبّنني به أنواحي⁣(⁣٥)

  أيقلن لا تبعد، فربّ كريهة ... فرّجتها ببشارة وسماح

  وإذا دعيت لصعبة سهّلتها ... أدعى بأفلح تارة ونجاح

  / - غنّاه ابن سريج ثاني ثقيل بالبنصر على مذهب إسحاق من رواية عمرو - وأسلم⁣(⁣٦) سعية وعمّر عمرا طويلا، ويقال: إنّه مات في آخر⁣(⁣٧) خلافة معاوية.

  سعية بن غريض ومعاوية بن أبي سفيان:

  فأخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثني أحمد بن معاوية عن الهيثم بن عديّ قال:


(١) كذا في الأصول. وفي «اللسان» مادة حيي: «ولكل».

(٢) مما يطلق عليه التحية الملك والبقاء. قال ابن بري: والمراد هنا البقاء، لأن زهير بن جناب كان ملكا في قومه (انظر «اللسان» مادة حيي).

(٣) كذا فيء، ط. وفي سائر النسخ: «وأنه يسكن إليها في الهواء».

(٤) كذا في جميع الأصول. وفي هامشها: «حين أندب هالكا».

(٥) الأنواح: النائحات.

(٦) كذا فيء، ط. وفي باقي الأصول: «فاسلم» بالفاء.

(٧) كذا في أكثر الأصول. وفيء، ط: «أوّل».