كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار بشار بن برد ونسبه

صفحة 161 - الجزء 3

  أجاز شعرا للمهدي في جارية:

  أخبرني هاشم بن محمد قال حدّثنا الحسن بن عليل العنزيّ قال حدّثني إبراهيم بن عقبة الرفاعيّ قال حدّثني إسحاق / بن إبراهيم التمّار البصريّ قال:

  دخل المهديّ إلى بعض حجر الحرم فنظر إلى جارية منهن تغتسل، فلما رأته حصرت⁣(⁣١) ووضعت يدها على فرجها، فأنشأ يقول:

  نظرت عيني لحيني

  / ثم أرتج عليه، فقال: من بالباب من الشعراء؟ قالوا: بشّار، فأذن له فدخل؛ فقال له: أجز:

  نظرت عيني لحيني

  فقال بشّار:

  نظرت عيني لحيني ... نظرا وافق شيني

  سترت لمّا رأتني ... دونه بالراحتين

  فضلت منه فضول ... تحت طيّ العكنتين

  فقال له المهديّ: قبّحك اللَّه ويحك! أكنت ثالثنا! ثم ماذا؟ فقال:

  فتمنّيت وقلبي ... للهوى في زفرتين

  أنّني كنت عليه ... ساعة أو ساعتين

  فضحك المهديّ وأمر له بجائزة؛ فقال: يا أمير المؤمنين أقنعت من هذه الصفة بساعة أو ساعتين؟ فقال:

  أخرج عنّي قبّحك اللَّه! فخرج بالجائزة.

  أنشد شعرا على لسان حمار له مات:

  أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدّثنا أبو شبل عاصم بن وهب البرجميّ قال حدّثني محمد بن الحجّاج قال:

  جاءنا بشّار يوما فقلنا له: ما لك مغتمّا؟ فقال: مات حماري فرأيته في النوم فقلت له: لم متّ؟ ألم أكن أحسن إليك! فقال:

  سيّدي خذ بي أتانا ... عند باب الأصبهاني

  تيّمتني ببنان ... وبدلّ قد شجاني

  تيّمتني يوم رحنا ... بثناياها الحسان

  وبغنج ودلال ... سلّ جسمي وبراني


(١) حصرت: استحت، وفي حديث زواج فاطمة «فلما رأت عليا جالسا إلى جنب النبي حصرت وبكت» أي استحت وانقطعت كأن الأمر ضاق بها.