كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار بشار بن برد ونسبه

صفحة 162 - الجزء 3

  /

  ولها خدّ أسيل ... مثل خدّ الشيفران⁣(⁣١)

  فلذا متّ ولو عش ... ت إذا طال هواني

  فقلت له: ما الشيفران؟ قال: ما يدريني! هذا من غريب الحمار، فإذا لقيته فاسأله.

  رأيه فيما يكون عليه المجلس:

  أخبرني الحسن قال حدّثني محمد بن القاسم قال حدّثني علي بن إياس قال حدّثني السّريّ بن الصبّاح قال:

  شهد بشّار مجلسا فقال: لا تصيّروا مجلسنا هذا شعرا كلَّه ولا حديثا كلَّه ولا غناء كلَّه، فإن العيش فرص، ولكن غنّوا وتحدّثوا وتناشدوا وتعالوا نتناهب العيش تناهبا.

  وصفه غلام بذرب اللسان وسعة الشدق:

  أخبرني عمّي قال حدّثني الكرانيّ عن ابن عائشة قال:

  جاء بشّار يوما إلى أبي وأنا على الباب، فقال لي: من أنت يا غلام؟ فقلت: من ساكني الدار؛ قال: فكلَّمني واللَّه بلسان ذرب وشدق هريت⁣(⁣٢).

  أبطأ سهيل القرشي فيما كان يهديه له من تمر فكتب إليه يتنجزه:

  أخبرني عمّي قال حدّثني الكرانيّ عن أبي حاتم قال:

  كان سهيل بن عمر⁣(⁣٣) القرشيّ يبعث إلى بشّار في كلّ سنة بقواصر⁣(⁣٤) تمر، ثم أبطأ عليه سنة؛ فكتب إليه بشّار:

  تمركم يا سهيل درّ وهل يط ... مع في الدرّ من يدي متعتّي⁣(⁣٥)

  فاحبني يا سهيل من ذلك التم ... ر نواة تكون قرطا لبنتي

  / فبعث إليه بالتمر وأضعفه له، وكتب إليه يستعفيه من الزيادة في هذا الشعر.

  سأله بعض أهل الكوفة ممن كانوا على مذهبه أن ينشدهم شعرا ثم عابثوه:

  ونسخت من كتاب هارون بن عليّ: عن عافية بن شبيب عن الحسن بن صفوان قال:

  جلس إلى بشّار أصدقاء من أهل الكوفة كانوا على مثل مذهبه، فسألوه أن ينشدهم شيئا مما أحدثه، فأنشدهم قوله:

  أنّى دعاه الشّوق فارتاحا ... من بعد ما أصبح جحجاحا⁣(⁣٦)


(١) في أ، ء: «الشيغران» بالغين.

(٢) كذا في ح، وشدق هريت: واسع. وفي باقي الأصول «هرت».

(٣) في م، أ، ء: «عمرو».

(٤) القواصر: جمع قوصرة (بتخفيف الراء) وقوصرة (بتشديدها) وهي وعاء من قصب يرفع فيه التمر من البواريّ.

(٥) متعت: مستكبر متجاوز الحد.

(٦) الجحجاح: السيد المسارع في المكارم.