أخبار بشار بن برد ونسبه
  /
  ولها خدّ أسيل ... مثل خدّ الشيفران(١)
  فلذا متّ ولو عش ... ت إذا طال هواني
  فقلت له: ما الشيفران؟ قال: ما يدريني! هذا من غريب الحمار، فإذا لقيته فاسأله.
  رأيه فيما يكون عليه المجلس:
  أخبرني الحسن قال حدّثني محمد بن القاسم قال حدّثني علي بن إياس قال حدّثني السّريّ بن الصبّاح قال:
  شهد بشّار مجلسا فقال: لا تصيّروا مجلسنا هذا شعرا كلَّه ولا حديثا كلَّه ولا غناء كلَّه، فإن العيش فرص، ولكن غنّوا وتحدّثوا وتناشدوا وتعالوا نتناهب العيش تناهبا.
  وصفه غلام بذرب اللسان وسعة الشدق:
  أخبرني عمّي قال حدّثني الكرانيّ عن ابن عائشة قال:
  جاء بشّار يوما إلى أبي وأنا على الباب، فقال لي: من أنت يا غلام؟ فقلت: من ساكني الدار؛ قال: فكلَّمني واللَّه بلسان ذرب وشدق هريت(٢).
  أبطأ سهيل القرشي فيما كان يهديه له من تمر فكتب إليه يتنجزه:
  أخبرني عمّي قال حدّثني الكرانيّ عن أبي حاتم قال:
  كان سهيل بن عمر(٣) القرشيّ يبعث إلى بشّار في كلّ سنة بقواصر(٤) تمر، ثم أبطأ عليه سنة؛ فكتب إليه بشّار:
  تمركم يا سهيل درّ وهل يط ... مع في الدرّ من يدي متعتّي(٥)
  فاحبني يا سهيل من ذلك التم ... ر نواة تكون قرطا لبنتي
  / فبعث إليه بالتمر وأضعفه له، وكتب إليه يستعفيه من الزيادة في هذا الشعر.
  سأله بعض أهل الكوفة ممن كانوا على مذهبه أن ينشدهم شعرا ثم عابثوه:
  ونسخت من كتاب هارون بن عليّ: عن عافية بن شبيب عن الحسن بن صفوان قال:
  جلس إلى بشّار أصدقاء من أهل الكوفة كانوا على مثل مذهبه، فسألوه أن ينشدهم شيئا مما أحدثه، فأنشدهم قوله:
  أنّى دعاه الشّوق فارتاحا ... من بعد ما أصبح جحجاحا(٦)
(١) في أ، ء: «الشيغران» بالغين.
(٢) كذا في ح، وشدق هريت: واسع. وفي باقي الأصول «هرت».
(٣) في م، أ، ء: «عمرو».
(٤) القواصر: جمع قوصرة (بتخفيف الراء) وقوصرة (بتشديدها) وهي وعاء من قصب يرفع فيه التمر من البواريّ.
(٥) متعت: مستكبر متجاوز الحد.
(٦) الجحجاح: السيد المسارع في المكارم.