أخبار بشار بن برد ونسبه
  كجزور(١)
  الأيسار لا كبد في ... ها لباغ ولا عليها سنام
  يا بن موسى فقد الحبيب العي ... ن قذاة وفي الفؤاد سقام
  كيف يصفو لي النعيم وحيدا ... والأخلَّاء في المقابر هام(٢)
  نفستهم(٣) عليّ أم المنايا ... فأنامتهم بعنف فناموا
  لا يغيض انسجام عيني عنهم ... إنّما غاية الحزين السّجام(٤)
  وفد على عمر بن هبيرة فمدحه:
  أخبرني هاشم بن محمد الخزاعيّ قال حدّثنا الرياشيّ عن الأصمعيّ:
  أن بشّارا وفد إلى عمر بن هبيرة وقد مدحه بقوله:
  يخاف المنايا أن ترحّلت صاحبي ... كأنّ المنايا في المقام تناسبه
  فقلت له إنّ العراق مقامه ... وخيم إذا هبّت عليك جنائبه
  لألقى بني عيلان إنّ فعالهم(٥) ... تريد على كلّ الفعال مراتبه
  أولاك الألى شقّوا العمى بسيوفهم ... عن العين حتّى أبصر الحقّ طالبه
  وجيش كجنح الليل يزحف بالحصا ... وبالشوك والخطَّيّ حمرا ثعالبه(٦)
  / غدونا له والشّمس في خدر أمّها ... تطالعنا والطَّلّ(٧) لم يجر ذائبه
  بضرب يذوق الموت من ذاق طعمه ... وتدرك من نجّى الفرار مثالبه
  / كأنّ مثار النّقع فوق رؤوسنا ... وأسيافنا ليل تهاوى(٨) كواكبه
  بعثنا لهم موت الفجاءة إنّنا ... بنو الموت خفّاق علينا سبائبه(٩)
  فراحوا فريق في الإسار ومثله ... قتيل ومثل لاذ بالبحر هاربه
  إذا الملك الجبّار صعّر خدّه(١٠) ... مشينا إليه بالسّيوف نعاتبه
(١) جزور الأيسار: الناقة التي تنحر للمقامرة عليها.
(٢) هام: أموات، يقال: أصبح فلان هامة أي مات، وهذا هامة اليوم أو غد أي أنه مشف على الموت.
(٣) نفستهم: حسدتهم عليّ.
(٤) السجام (بالكسر): سيلان الدمع.
(٥) الفعال (بالفتح): الجود والكرم.
(٦) كذا في «معاهد التنصيص» ص ١٩١ طبع بولاق. والثعالب: جمع ثعلب، وهو طرف الريح الداخل في السنان، وفي الأصول:
«تغالبه» وهو تحريف.
(٧) كذا في «معاهد التنصيص» (طبع بولاق ص ١٩١) وفي الأصول: «والظل» بالظاء المعجمة وهو تحريف.
(٨) كذا في «معاهد التنصيص» وأصله تتهاوى أي يتساقط بعضها في أثر بعض، وفي الأصول «تتهادى» بالدال وهو تحريف.
(٩) السبائب: جمع سبيبة وهي شقة رقيقة من الكتان، والمراد بها هنا الرايات.
(١٠) صعر خده: أماله عن النظر إلى الناس تهاونا بهم وكبرا.