كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار بشار بن برد ونسبه

صفحة 165 - الجزء 3

  كجزور⁣(⁣١)

  الأيسار لا كبد في ... ها لباغ ولا عليها سنام

  يا بن موسى فقد الحبيب العي ... ن قذاة وفي الفؤاد سقام

  كيف يصفو لي النعيم وحيدا ... والأخلَّاء في المقابر هام⁣(⁣٢)

  نفستهم⁣(⁣٣) عليّ أم المنايا ... فأنامتهم بعنف فناموا

  لا يغيض انسجام عيني عنهم ... إنّما غاية الحزين السّجام⁣(⁣٤)

  وفد على عمر بن هبيرة فمدحه:

  أخبرني هاشم بن محمد الخزاعيّ قال حدّثنا الرياشيّ عن الأصمعيّ:

  أن بشّارا وفد إلى عمر بن هبيرة وقد مدحه بقوله:

  يخاف المنايا أن ترحّلت صاحبي ... كأنّ المنايا في المقام تناسبه

  فقلت له إنّ العراق مقامه ... وخيم إذا هبّت عليك جنائبه

  لألقى بني عيلان إنّ فعالهم⁣(⁣٥) ... تريد على كلّ الفعال مراتبه

  أولاك الألى شقّوا العمى بسيوفهم ... عن العين حتّى أبصر الحقّ طالبه

  وجيش كجنح الليل يزحف بالحصا ... وبالشوك والخطَّيّ حمرا ثعالبه⁣(⁣٦)

  / غدونا له والشّمس في خدر أمّها ... تطالعنا والطَّلّ⁣(⁣٧) لم يجر ذائبه

  بضرب يذوق الموت من ذاق طعمه ... وتدرك من نجّى الفرار مثالبه

  / كأنّ مثار النّقع فوق رؤوسنا ... وأسيافنا ليل تهاوى⁣(⁣٨) كواكبه

  بعثنا لهم موت الفجاءة إنّنا ... بنو الموت خفّاق علينا سبائبه⁣(⁣٩)

  فراحوا فريق في الإسار ومثله ... قتيل ومثل لاذ بالبحر هاربه

  إذا الملك الجبّار صعّر خدّه⁣(⁣١٠) ... مشينا إليه بالسّيوف نعاتبه


(١) جزور الأيسار: الناقة التي تنحر للمقامرة عليها.

(٢) هام: أموات، يقال: أصبح فلان هامة أي مات، وهذا هامة اليوم أو غد أي أنه مشف على الموت.

(٣) نفستهم: حسدتهم عليّ.

(٤) السجام (بالكسر): سيلان الدمع.

(٥) الفعال (بالفتح): الجود والكرم.

(٦) كذا في «معاهد التنصيص» ص ١٩١ طبع بولاق. والثعالب: جمع ثعلب، وهو طرف الريح الداخل في السنان، وفي الأصول:

«تغالبه» وهو تحريف.

(٧) كذا في «معاهد التنصيص» (طبع بولاق ص ١٩١) وفي الأصول: «والظل» بالظاء المعجمة وهو تحريف.

(٨) كذا في «معاهد التنصيص» وأصله تتهاوى أي يتساقط بعضها في أثر بعض، وفي الأصول «تتهادى» بالدال وهو تحريف.

(٩) السبائب: جمع سبيبة وهي شقة رقيقة من الكتان، والمراد بها هنا الرايات.

(١٠) صعر خده: أماله عن النظر إلى الناس تهاونا بهم وكبرا.