كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عكاشة العمي ونسبه

صفحة 179 - الجزء 3

  ٣٠ - أخبار عكَّاشة العمّيّ ونسبه

  أصل قومه بني العم مدفوع في العرب:

  هو عكَّاشة بن عبد الصّمد العمّيّ من أهل البصرة من بني العمّ. وأصل بني العمّ كالمدفوع، يقال: إنهم نزلوا ببني تميم بالبصرة في أيّام عمر بن الخطَّاب فأسلموا وغزوا مع المسلمين وحسن بلاؤهم، فقال الناس: أنتم، وإن لم تكونوا من العرب، إخواننا وأهلنا وأنتم الأنصار والإخوان وبنو العمّ، فلقّبوا بذلك وصاروا في جملة العرب.

  هجا كعب بن معدان بني ناجية وشبههم ببني العم:

  وقال بعض الشعراء - وهو كعب بن معدان - يهجو بني ناجية ويشبّههم ببني العمّ:

  وجدنا آل سامة في قريش ... كمثل العمّ بين بني تميم

  ويروى: «في سلفي تميم».

  أعانوا الفرزدق فهجاهم جرير:

  أخبرني عيسى بن الحسين عن حمّاد بن إسحاق عن أبيه قال حدّثني أبو عبيدة قال:

  لما تواقف⁣(⁣١) جرير والفرزدق بالمربد للهجاء اقتتلت بنو يربوع وبنو مجاشع، فأمدّت بنو العمّ بني مجاشع وجاؤهم وفي أيديهم الخشب فطردوا بني يربوع؛ فقال جرير: من هؤلاء؟ قالوا: بنو العمّ، فقال جرير يهجوهم:

  ما للفرزدق من عزّ يلوذ به ... إلَّا بني العمّ في أيديهم الخشب

  سيروا بني العمّ فالأهواز⁣(⁣٢) داركم ... ونهر تيري⁣(⁣٣) ولم تعرفكم العرب

  / وعكَّاشة شاعر مقلّ من شعراء الدولة العباسيّة، ليس ممّن شهر وشاع شعره في أيدي الناس ولا ممّن خدم الخلفاء ومدحهم.

  ذكر لصديقه حميد الكاتب حبه لنعيم وشعره فيها:

  أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثني محمد بن القاسم بن مهرويه قال حدّثني عليّ بن الحسن عن ابن الأعرابيّ قال حدّثني سعيد بن حميد الكاتب البصريّ قال قال أبي:

  كان عكَّاشة بن عبد الصّمد العمّيّ صديقا لي وإلفا، وكنّا نتعاشر ولا نكاد نفترق ولا يكتم أحدنا صاحبه شيئا،


(١) تواقف: وقف أحدهما للآخر، قال في «اللسان» (مادة وقف): وواقفه مواقفة ووقافا: وقف معه في حرب أو خصومة. وفي الأصول: «توافق».

(٢) الأهواز: سبع كور بين البصرة وفارس، لكل كورة منها اسم ويجمعها الأهواز.

(٣) نهر تيري (بكسر التاء وياء ساكنة وراء مفتوحة مقصور): بلد من نواحي الأهواز حفره أردشير الأصغر بن بابك ووهبه «لتيري» من ولد جودرز الوزير فسمى به، وله ذكر في أخبار الفتوح والخوارج، (انظر «معجم ياقوت» في الكلام على نهر تيري).