3 - ذكر خبر عمر بن أبي ربيعة ونسبه
  عمر بن الخطَّاب / ¥. هذا من رواية الزّبير عن عمّه. قال: وحدّثني ابن الماجشون(١). عن عمّه أنّ عثمان بن عفّان | استعمله أيضا عليها.
  أمّ عمر بن أبي ربيعة وأخوه الحارث الملقب بالقباع
  وأمّ عمر بن أبي ربيعة أمّ ولد يقال لها «مجد»، سبيت من حضر موت، ويقال من حمير. قال أبو محلَّم(٢) ومحمد بن سلَّام: هي من حمير، ومن هناك أتاه الغزل، يقال: غزل يمان، ودلّ حجازيّ.
  وقال عمر بن شبّة: أمّ عمر بن أبي ربيعة أمّ ولد سوداء من حبش يقال لهم: فرسان(٣). وهذا غلط من أبي زيد(٤)، تلك أمّ أخيه الحارث بن عبد اللَّه الذي يقال له: «القباع»، وكانت نصرانيّة. وكان الحارث بن عبد اللَّه شريفا كريما ديّنا وسيّدا من سادات قريش.
  قال الزّبير بن بكَّار: ذكره عبد الملك بن مروان يوما وقد ولَّاه عبد اللَّه بن الزّبير، فقال: أرسل عوفا وقعد(٥)! «لا حرّ بوادي(٦) عوف». فقال له يحيى / بن الحكم: ومن الحارث ابن السّوداء! فقال له عبد الملك: ما ولدت واللَّه أمة خيرا مما ولدت أمّه!.
  وأخبرني عليّ بن صالح عن أبي هفّان عن إسحاق بن إبراهيم عن الزّبير والمدائنيّ والمسيّبيّ: أن أمّه ماتت نصرانيّة وكانت تسرّ ذلك منه. فحضر الأشراف جنازتها، وذلك في عهد عمر بن الخطَّاب - رحمة اللَّه عليه - فسمع الحارث من النساء لغطا(٧)، فسأل عن الخبر، فعرّف أنها ماتت نصرانيّة وأنه وجد الصليب في عنقها، وكانت تكتمه ذلك. فخرج إلى الناس فقال: انصرفوا رحمكم اللَّه، فإنّ لها أهل دين هم أولى بها منّا ومنكم فاستحسن ذلك منه وعجب الناس من فعله.
(١) معرّب ماه كون أي لون القمر «قاموس». وهو مثلث الجيم كما في «تاج العروس». وقال السيد مرتضى: إن النوويّ في «شرح مسلم» والحافظ بن حجر في «التقريب» اقتصرا على كسر الجيم وضم الشين.
(٢) لم نعثر له على ضبط. وقد جاء في «اللسان» في مادة حلم «محلَّم اسم رجل ومن أسماء الرجال محلَّم» فلعل ضبطه كذلك.
(٣) في أ، م، ء. «مرسان» ولم نعثر عليه. وفي ياقوت: فرسان بالفتح والتحريك وآخره نون. ثم قال: وقال ابن الحائك: من جزائر اليمن جزائر فرسان. وفرسان قبيلة من تغلب كانوا قديما نصارى ولهم في جزائر فرسان كأس قد خربت ... ويحملون التجار إلى بلد الحبش أه.
(٤) أبو زيد: كنية عمر بن شبة، واسم أبيه زيد. وإنما قيل له ابن شبة لأن أمه كانت ترقصه وتقول:
يا بابي يا شبّا ... وعاش حتى دبّا
شيخا كبيرا خبا
أه من «بغية الوعاة» للسيوطيّ.
(٥) في ب، س: «أرسل عوفا وقعد وقال: لا حر بوادي عوف» الخ والمراد أنه اعتمد على عظيم واستراح.
(٦) هو عوف بن محلم بن ذهل بن شيبان، وقد طلب منه عمرو بن هند أن يسلم إليه مروان القرظ وكان قد أجاره، فمنعه وأبى أن يسلمه؛ فقال الملك: «لا حرّ بوادي عوف» أي إنه يقهر من حلّ بواديه، فكلّ من فيه كالعبيد له لطاعتهم إياه. يضرب مثلا للرجل يسود الناس فلا ينازعه أحد منهم في سيادته. (انظر «أمثال الميدانيّ» ج ٢ ص ١٥٧).
(٧) في ب، س، ح: «لفظا» وهو تحريف.