3 - ذكر خبر عمر بن أبي ربيعة ونسبه
  نسبة ما في هذه الأخبار من الغناء
  الغناء في «ألا للَّه قوم» ... الأبيات
  صوت
  ألا للَّه قوم ... ولدت أخت بني سهم
  هشام وأبو عبد ... مناف مدرة الخصم
  وذو الرّمحين أشباك ... على القوّة والحزم
  فهذان يذودان ... وذا من كثب يرمي
  عروضه من مكفوف الهزج(١). الغناء لمعبد خفيف رمل من رواية حمّاد.
  رأي يزيد بن عبد الملك في غناء معبد وابن سريج
  أخبرني محمد بن خلف وكيع قال قال إسماعيل بن مجمّع أخبرنا المدائنيّ عن رستم ابن صالح قال:
  / قال يزيد بن / عبد الملك يوما لمعبد: يا أبا عبّاد، أني أريد أن أخبرك عن نفسي وعنك، فإن قلت فيه خلاف ما تعلم فلا تتحاش أن تردّه عليّ، فقد أذنت لك. قال: يا أمير المؤمنين، لقد وضعك ربّك بموضع لا يعصيك إلا ضالّ، ولا يردّ عليك إلا مخطئ. قال: إن الذي أجده في غنائك لا أجده في غناء ابن سريج: أجد في غنائك متانة، وفي غنائه انحناثا(٢) ولينا. قال معبد: والذي أكرم أمير المؤمنين بخلافته، وارتضاه لعباده، وجعله أمينا على أمّة نبيّه ÷، ما عدا(٣) صفتي وصفة ابن سريج، وكذا يقول ابن سريج وأقول، ولكن أن رأى أمير المؤمنين أن يعلمني هل وضعني(٤) ذاك عنده فعل(٥). قال: لا واللَّه، ولكنّي أوثر الطَّرب على كلّ شيء.
  قال: يا سيدي فإذا كان ابن سريج يذهب إلى الخفيف من الغناء وأذهب أنا إلى الكامل التامّ، فأغرّب أنا ويشرّق هو، فمتى نلتقي؟ قال: أفتقدر أن تحكي رقيق بن سريج؟ قال نعم، فصنع من وقته لحنا من الخفيف في:
  ألا للَّه قوم ... ولدت أخت بني سهم
  الأربعة الأبيات. فغنّاه، فصاح يزيد: أحسنت واللَّه يا مولاي! أعد فداك أبي وأمّي، فأعاد، فردّ عليه مثل قوله الأوّل، فأعاد. ثم قال: أعد فداك أبي وأمّي، فأعاد فاستخفّه الطَّرب حتى وثب وقال لجواريه: افعلن كما أفعل، وجعل يدور في الدار ويدرن معه وهو يقول:
(١) في جميع نسخ الأصل «مكفوف الرمل» وهو خطأ وصوابه «مكفوف الهزج». وتقطيع الهزج: مفاعيلن مفاعيلن مرتين. والكف:
حذف السابع الساكن. ومطلع هذه القصيدة وأكثر أبياتها حذفت فيها نون مفاعيلن الثانية، فصارت بذلك من مكفوف الهزج.
(٢) في أ، م، ء: «ألحانا» وفي ب، س: «انحناء» وكلاهما تحريف.
(٣) أي ما جاوز ما قلت صفتي وصفة ابن سريج.
(٤) وضعني: حطَّ من قدري.
(٥) كذا في ت وفي سائر النسخ: «فليفعل».