كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار عطرد ونسبه

صفحة 211 - الجزء 3

  وأبكى فلا ليلى بكت من صبابة ... إليّ ولا ليلى لذي الودّ تبذل

  واللَّه لئن كانت ليلى حرّة لأزوّجنّكها، ولئن كانت أمة لأبتاعنّها لك بما بلغت، فقال: كلَّا يا أمير المؤمنين، واللَّه ما كنت لأذكر حرمة حرّ أبدا ولا أمته، واللَّه ما ليلى إلا قوسي هذه، سمّيتها ليلى لأشبّب بها، وإن الشاعر لا يستطاب إذا / لم يتشبّب⁣(⁣١)؛ فقال له عبد الملك: ذلك واللَّه أظرف لك، فأقام عنده يومه وليلته ينشده ويسامره، ثم أمر له بمال وكسوة، وانصرف إلى المدينة.

  وقف لجعفر بن سليمان على طريقه وأنشده شعرا:

  أخبرني حبيب المهلَّبيّ عن الزّبير وغيره عن محمد بن فضالة النحويّ قال:

  قدم ابن المولى البصرة، فأتى جعفر بن سليمان فوقف على طريقه وقد ركب فناداه:

  كم صارخ يدعو وذي فاقة ... يا جعفر الخيرات يا جعفر

  أنت الذي أحييت بذل الندى ... وكان قد مات فلا يذكر

  سليل عبّاس وليّ الهدى ... ومن به في المحل يستمطر

  هذا امتداحيك عقيد⁣(⁣٢) الندى ... أشهد⁣(⁣٣) بالمجد لك الأشقر


(١) في أ، ء، م: «لم ينسب» بالسين وهي بمعناها.

(٢) العقيد: المعاهد والحليف.

(٣) في أ، ء، م: «أشهر».