أخبار الحارث بن خالد المخزومي ونسبه
  لامرئ القيس بن حجر يغلط. والغناء لعطَّرد ثقيل أوّل بالبنصر عن عمرو بن بانة، وفيه لعمرو بن بانة ثقيل بالوسطى من روايته أيضا، وفيه لابن عائشة خفيف رمل بالبنصر، وفيه عنه وعن دنانير لمالك خفيف ثقيل أوّل بالوسطى، وفيه عنه أيضا لإبراهيم ثاني ثقيل بالبنصر.
  غناء إبراهيم بن خالد المعيطي عند المهدي:
  وأخبرني يحيى بن عليّ قال حدّثنا أبو أيّوب المدينيّ وأخبرني به الحسن بن عليّ قال:
  كتب إليّ أبو أيّوب المدينيّ، وخبره أتمّ، قال: حدّثني عليّ بن محمد النّوفليّ عن أبيه عن إبراهيم بن خالد المعيطيّ(١) قال:
  دخلت على المهديّ، وقد كان وصف له غنائي، فسألني عن الغناء وعن علمي به، فجاذبته من ذلك طرفا؛ فقال لي: أتغنّي النواقيس؟ قلت: نعم، وأغنّي الصّلبان يا أمير المؤمنين، فتبسّم. والنواقيس لحن معبد، كان معبد وأهل الحجاز يسمونه النواقيس، وهو:
  سلا دار ليلى هل تبين فتنطق ... وأنّي تردّ القول بيداء سملق
  / قال: ثم قال لي المهديّ وهو يضحك: غنّه، فغنّيته فأمر لي بمال جزيل وخلع عليّ وصرفني، ثم بلغني أنه قال: هذا معيطيّ(٢) وأنا لا آنس به، ولا حاجة لي إلى أن أدنيه من خلوتي وأنا لا آنس به. هكذا ذكر في هذا الخبر أن اللَّحن لمعبد، وما ذكره أحد من رواة الغناء له، ولا وجد في ديوان من دواوينهم منسوبا إليه على انفراد به(٣) ولا شركة فيه، ولعلَّه غلط.
  تنادر إبراهيم بن خالد المعيطيّ على ابن جامع:
  وقد أخبرني هذا الخبر الحرميّ بن أبي العلاء قال حدّثنا الزّبير بن بكَّار قال:
  كان إبراهيم بن خالد المعيطيّ يغنّي، فدخل يوما الحمّام وابن جامع فيه، وكان له شيء يجاوز ركبتيه، فقال له ابن جامع: يا إبراهيم أتبيع هذا البغل؟ قال: لا بل أحملك عليه يا أبا القاسم؛ فلما خرج ابن جامع من الحمّام رأى ثياب المعيطي رثّة فأمر له بخلعة من ثيابه، فقال له المعيطيّ: لو قبلت حملاني(٤) قبلت خلعتك، فضحك ابن جامع وقال له: مالك أخزاك اللَّه! ويلك! أما تدع ولعك وبطالتك وشرّك! ودخل إلى الرشيد فحدّثه حديثه؛ فضحك وأمر بإحضاره، فأحضر، فقال له: أتغنّي النواقيس؟ قال: نعم، وأغنّي الصلبان أيضا. ثم ذكر باقي الخبر مثل الذي تقدّمه.
(١) هذا الخبر والذي بعده خاصان «بإبراهيم بن خالد المعيطيّ» ولم نجد أية مناسبة لذكرهما هنا في أخبار «عطرد» وقد ورد مثل ذلك كثيرا في «الأغاني» ولم نعرف له تعليلا.
(٢) ذكر صاحب «القاموس» أبا معيط والد عقبة بن أبي معيط وذكر أن معيطا أبو حيّ من قريش ولم يذكر السمعاني في «الأنساب» عند اسم «المعيطي» إلا المنسوبين إلى أبي معيط إبما بالولادة وإما بالولاء؛ ولعل إبراهيم هذا منسوب إلى أبي معيط، ويكون المهديّ قد أنكره لما كان من عقبة بن أبي معيط من شدّة إيذائه للنبيّ ﷺ حتى إنه قذف على ظهره سلى جزور وهو ساجد عند الكعبة، وبنو أبي معيط يسمّون صبية النار، لأن عقبة حين أخذ يوم بدر وأراد النبيّ ﷺ قتله، قال: من للصبية بعدي؟ قال: النار (انظر «الأغاني» ج ١ ص ١٧ من هذه الطبعة).
(٣) كذا في أ، ء، م، وفي باقي الأصول: «انفراده» بالإضافة وبدون «به».
(٤) الحملان: ما يحمل عليه من الدواب في الهبة خاصة.