أخبار الحارث بن خالد المخزومي ونسبه
  كان عطرّد منقطعا إلى آل سليمان بن عليّ:
  أخبرني يحيى بن عليّ قال حدّثني أبو أيّوب المدينيّ عن إسحاق قال:
  كان عطَّرد منقطعا في دولة بني هاشم إلى آل سليمان بن عليّ لم يخدم غيرهم، وتوفّي في خلافة المهديّ.
  قال: وكان يوما يغنّي / بين يدي سليمان بن عليّ، فغنّاه:
  صوت
  أله فكم من ماجد قد لها ... ومن كريم عرضه وافر
  - الغناء لعطرّد ثاني ثقيل عن الهشاميّ - فقيل له: سرقت هذا من لحن الغريض:
  يا ربع سلَّامة بالمنحنى ... فخيف(١) سلع جادك الوابل
  فقال: لم أسرقه ولكنّ العقول تتوافق، وحلف أنه لم يسمعه قطَّ.
  نسبة هذا الصوت
  صوت
  يا ربع سلَّامة بالمنحنى ... فخيف سلع جادك الوابل
  إن تمس وحشا طالما قد ترى ... وأنت معمور بهم آهل
  أيام سلَّامة رعبوبة(٢) ... خود لعوب حبّها قاتل
  محطوطة(٣) المتن هضيم الحشى ... لا يطَّبيها(٤) الورع(٥) الواغل(٦)
  / الغناء للغريض ثاني ثقيل بالوسطى عن عمرو بن يحيى المكيّ. قال: ومن الناس من ينسبه إلى ابن سريج.
  حبسه زبراء والي المدينة مع المغنين ثم أطلقه وأطلقهم:
  أخبرني أحمد بن عليّ بن يحيى قال سمعت جدّي عليّ بن يحيى قال حدّثني أحمد بن إبراهيم الكاتب قال حدّثني خالد بن كلثوم قال:
  كنت مع زبراء بالمدينة وهو وال عليها؛ وهو من بني هاشم أحد بني ربيعة بن الحارث بن عبد المطَّلب، فأمر بأصحاب الملاهي فحبسوا وحبس عطرّد فيهم، فجلس ليعرضهم، وحضر رجال من أهل المدينة شفعوا لعطرّد، وأخبروه أنه من أهل الهيئة والمروءة والنّعمة والدّين، فدعا به فخلَّى سبيله، وأمره برفع حوائجه إليه فدعا له، وخرج فإذا هو بالمغنّين أحضروا ليعرضوا، فعاد إليه عطرّد، فقال: أصلح اللَّه الأمير، أعلى الغناء حبست هؤلاء؟
(١) الخيف: الناحية أو ما انحدر عن غلظ الجبل وارتفع عن مسيل الماء. وسلع: اسم لمواضع كثيرة: منها جبال ومنها أودية.
(٢) الرعبوبة: الناعمة.
(٣) محطوطة المتن: ممدودته في حسن واستواء.
(٤) لا يطبيها: لا يستميلها.
(٥) الورع: الجبان الضعيف.
(٦) الواغل: الداخل على القوم في طعامهم وشرابهم من غير دعوة.