أخبار الحارث بن خالد المخزومي ونسبه
  أحد أن يقول مثل هذا؛ فقال: بلى، الحارث بن خالد حيث يقول:
  صوت
  إني وما نحروا غداة منى ... عند الجمار تؤودها العقل
  لو بدّلت أعلى مساكنها ... سفلا وأصبح سفلها يعلو
  لعرفت مغناها بما احتملت ... منّي الضلوع لأهلها قبل
  نسبة ما في هذه الأخبار من «الأغاني» في أبيات كثيّر الأوّل
  التي أوّلها:
  هلَّا سألت معالم الأطلال
  لابن سريج منها في الثاني والثالث رمل مطلق في مجرى البنصر عن إسحاق. وللغريض في الأوّل والثاني ثقيل أوّل مطلق في مجرى البنصر عنه. وفيهما(١) لعلَّويه / رمل بالوسطى عن عمرو. وفي أبيات الحارث بن خالد لإبراهيم الموصليّ رمل بالسبّابة في مجرى الوسطى عن إسحاق أيضا.
  تمثّل أشعب بشعره في علوّ الزبيريين على العلويين:
  أخبرني عمّي قال حدّثنا الكرانيّ قال حدّثنا الخليل بن أسد عن العمريّ عن الهيثم بن عديّ قال:
  دخل أشعب مسجد النبيّ ﷺ فجعل يطوف الحلق(٢)، فقيل له: ما تريد؟ فقال: أستفتي في مسألة؛ فبينا هو كذلك إذ مرّ برجل من ولد الزبير وهو مسند إلى سارية(٣) وبين يديه رجل علويّ، فخرج أشعب مبادرا؛ فقال له الذي سأله عن دخوله وتطوافه: أوجدت من أفتاك في مسألتك؟ قال: لا، ولكني علمت ما هو خير لي منها؛ قال:
  وما ذاك؟ قال: وجدت المدينة قد صارت كما قال الحارث بن خالد:
  قد بدّلت أعلى مساكنها ... سفلا وأصبح سفلها يعلو
  رأيت رجلا من ولد الزبير جالسا في الصدر، ورجلا من ولد عليّ بن أبي طالب ¥ جالسا بين يديه، فكفى هذا عجبا، فانصرفت.
  كان مروانيا وكل بني مخزوم زبيرية:
  أخبرني أحمد بن عبد العزيز الجوهريّ قال حدّثنا عمر بن شبّة، وأخبرني هذا الخبر إسماعيل بن يونس الشّيعيّ قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا محمد بن يحيى أبو غسّان، وأخبرني به محمد بن خلف بن المرزبان قال حدّثنا
(١) في ب، س، م: «وفيها».
(٢) الحلق: جمع حلقة وهي دائرة القوم وحلقتهم؛ وهذا الجمع على النادر كهضبة وهضب.
(٣) السارية: العمود.