كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار الحارث بن خالد المخزومي ونسبه

صفحة 222 - الجزء 3

  لمعبد في هذه الأبيات ثقيل أوّل بالوسطى عن عمرو بن بانة ويونس ودنانير، وقد ذكره إسحاق فنسبه إلى ابن محرز ثقيلا أوّل في أصوات قليلة الأشباه؛ وقال عمرو بن بانة: من الناس من نسبه إلى الغريض.

  نسبة ما في الأخبار من الغناء

  صوت

  وما بي وإن أقصيتني من ضراعة ... ولا افتقرت نفسي إلى من يهينها

  بلى بأبي إني إليك لضارع ... فقير ونفسي ذاك منها⁣(⁣١) يزينها

  / البيت الأوّل للحارث بن خالد، والثاني ألحق به. والغناء للغريض ثقيل أوّل بالوسطى عن ابن المكيّ.

  وذكر الهشاميّ أن لحن الغريض خفيف ثقيل في البيت الأوّل فقط، وحكى أن قافيته على ما كان الحارث قاله:

  ولا افتقرت نفسي إلى من يضيمها

  وأن الثقيل الأوّل لعليّة بنت المهديّ، ومن غنائها البيت المضاف. وأخلق بأن يكون الأمر على ما ذكره، لأن البيت الثاني ضعيف يشبه شعرها.

  تزوّج مصعب بعائشة ورحل بها إلى العراق فقال الحارث شعرا:

  أخبرني أحمد بن عبد العزيز وحبيب بن نصر وإسماعيل بن يونس قالوا حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثني أبو غسّان محمد بن يحيى قال:

  لما تزوّج مصعب بن الزبير عائشة بنت طلحة ورحل بها إلى العراق، قال الحارث بن خالد في ذلك:

  صوت

  ظعن الأمير بأحسن الخلق ... وغدا بلبّك مطلع الشّرق

  / في البيت ذي الحسب الرفيع ومن ... أهل التّقى والبرّ والصّدق

  فظللت كالمقهور مهجته ... هذا الجنون وليس بالعشق

  أترجّة عبق العبير بها ... عبق الدّهان بجانب الحقّ

  ما صبّحت أحدا برؤيتها ... إلا غدا بكواكب الطَّلق⁣(⁣٢)

  وهي أبيات، غنّى ابن محرز في البيتين الأوّلين خفيف رمل بالسبابة في مجرى الوسطى عن إسحاق، وذكر عمرو بن بانة أن فيهما لمالك ثقيلا بالوسطى، وذكر / حبش أن فيهما لمالك رملا بالوسطى، وذكر حبش أيضا أن فيهما للدّلال ثاني ثقيل بالبنصر، ولابن سريج ومالك رملين، ولسعيد بن جابر هزجا بالوسطى.


(١) كذا في ب، س، ح، وفي سائر الأصول: «منك».

(٢) يقال: يوم طلق أي مشرق لا برد فيه ولا حرّ ولا شيء يؤذي، ويقال أيضا: ليلة طلق وليلة طلقة. يريد: أن من تصبحه برؤيتها، يرى الزمان صافيا طيبا سعيدا، هاؤلا بطلعتها واستبشارا.