كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر نسب أبي العتاهية وأخباره

صفحة 267 - الجزء 4

  وأقبلت على الدّنيا ... ملحّا أيّ إقبال

  / أيا هذا تجهّز ل ... فراق الأهل والمال

  فلا بدّ من الموت ... على حال من الحال

  ثم قال مصعب: هذا كلام سهل حقّ لا حشو فيه ولا نقصان، يعرفه العاقل ويقرّ به الجاهل.

  استحسن الأصمعيّ بعض شعره:

  أخبرني هاشم بن محمد الخزاعيّ قال حدّثنا الرّياشيّ قال: سمعت الأصمعيّ يستحسن قول أبي العتاهية:

  أنت ما استغنيت عن صا ... حبك الدهر أخوه

  فإذا احتجت إليه ... ساعة مجّك فوه

  أنشد سلَّم الخاسر من شعره وقال: هو أشعر الجنّ والإنس:

  حدّثنا محمد بن العبّاس اليزيدي إملاء قال حدّثني عمّي الفضل بن محمد قال حدّثني موسى بن صالح الشّهرزوريّ⁣(⁣١) قال:

  أتيت سلما الخاسر فقلت له: أنشدني لنفسك. قال: لا، ولكن أنشدك لأشعر الجنّ والإنس، لأبي العتاهية، ثم أنشدني قوله:

  صوت

  سكن يبقى له سكن ... ما بهذا يؤذن الزّمن

  نحن في دار يخبّرنا ... ببلاها ناطق لسن

  دار سوء لم يدم فرح ... لامرئ فيها ولا حزن

  في سبيل اللَّه أنفسنا ... كلَّنا بالموت مرتهن

  كلّ نفس عند ميتتها ... حظَّها من مالها الكفن

  إنّ مال المرء ليس له ... منه إلَّا ذكره الحسن

  / فأخبرني أحمد بن عبيد اللَّه بن عمّار قال حدّثني محمد بن القاسم قال حدّثني رجل من أهل / البصرة أنسيت اسمه، قال حدّثني حمدون بن زيد قال حدّثني رجاء⁣(⁣٢) بن مسلمة قال:

  قلت لسلم الخاسر: من أشعر الناس؟ فقال: إن شئت أخبرتك بأشعر الجنّ والإنس. فقلت: إنما أسألك عن


(١) الشهرزوريّ: نسبة إلى شهرزور، وهي كورة واسعة في الجبال بين إربل وهمذان.

(٢) في ح: «رجاء بن سلمة».