كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

ذكر نسب أبي العتاهية وأخباره

صفحة 268 - الجزء 4

  الإنس، فإن زدتني الجنّ فقد أحسنت. فقال: أشعرهم الذي يقول:

  سكن يبقى له سكن ... ما بهذا يؤذن الزّمن

  قال: والشعر لأبي العتاهية.

  مدح جعفر بن يحيى شعره بحضرة الفرّاء فوافقه:

  حدّثني اليزيديّ قال حدّثني عمّي الفضل قال حدّثنا عبد اللَّه بن محمد قال حدّثنا يحيى بن زياد الفرّاء قال:

  دخلت على جعفر بن يحيى فقال لي: يا أبا زكريّا، ما تقول فيما أقول؟ فقلت: وما تقول أصلحك اللَّه؟ قال:

  أزعم أنّ أبا العتاهية أشعر أهل هذا العصر. فقلت: هو واللَّه أشعرهم عندي.

  مدح داود بن زيد وعبد اللَّه بن عبد العزيز شعره:

  حدّثني محمد بن يحيى الصّوليّ قال حدّثني محمد بن موسى قال حدّثني جعفر بن النّضر الواسطيّ الضّرير قال حدّثني محمد بن شيرويه⁣(⁣١) الأنماطيّ قال:

  قلت لداود بن زيد بن رزين الشاعر: من أشعر أهل زمانه؟ قال: أبو نواس. قلت: فما تقول في أبي العتاهية؟

  فقال: أبو العتاهية أشعر الإنس والجنّ.

  / أخبرني الصوليّ قال حدّثني محمد بن موسى قال قال الزّبير بن بكَّار: أخبرني إبراهيم بن المنذر عن الضحّاك، قال:

  قال عبد اللَّه بن عبد العزيز العمريّ: أشعر النّاس أبو العتاهية حيث يقول:

  ما ضرّ من جعل التّراب مهاده ... ألَّا ينام على الحرير إذا قنع

  صدق واللَّه وأحسن.

  مهارته في الشعر وحديثه عن نفسه في ذلك:

  حدّثني الصّوليّ قال حدّثني محمد بن موسى قال حدّثني أحمد بن حرب قال حدّثني المعلَّى بن عثمان قال:

  قيل لأبي العتاهية: كيف تقول الشعر؟ قال: ما أردته قطَّ إلا مثل لي، فأقول ما أريد وأترك ما لا أريد.

  أخبرني ابن عمّار قال حدّثني ابن مهرويه قال حدّثني روح بن الفرج الحرمازيّ قال:

  جلست إلى أبي العتاهية فسمعته يقول: لو شئت أن أجعل كلامي كلَّه شعرا لفعلت.

  حدّثنا الصّوليّ قال حدّثنا العنزيّ قال حدّثنا أبو عكرمة قال:

  قال محمد بن أبي العتاهية: سئل أبي: هل تعرف العروض؟ فقال: أنا أكبر من العروض. وله أوزان لا تدخل في العروض.

  نظم شعرا للرشيد وهو مريض فابلغه الفضل وقرّ به الرشيد:

  أخبرني الحسن بن عليّ قال حدّثنا العنزيّ. قال حدّثنا أبو عكرمة قال:


(١) في أ، ء: «خروية» بالخاء المعجمة. وفي ب، ح، س: «سرويه». ولعل الجميع محرف عما أثبتناه.