ذكر نسب أبي العتاهية وأخباره
  - الغناء لإبراهيم ثقيل أوّل مطلق في مجرى الوسطى عن إسحاق، وله فيه أيضا خفيف ثقيل أوّل بالوسطى عن عمرو. ولعمرو بن بانة رمل بالوسطى من كتابه. ولعريب فيه خفيف ثقيل من كتاب ابن المعتزّ - قال مسلم: ثم أنشدني أبو العتاهية:
  صوت
  خليليّ مالي لا تزال مضرّتي ... تكون على الأقدار حتما من الحتم
  يصاب فؤادي حين أرمي ورميتي ... تعود إلى نحري ويسلم من أرمي
  صبرت ولا واللَّه ما بي جلادة ... على الصبر لكنّي صبرت على رغمي
  ألا في سبيل اللَّه جسمي وقوّتي ... ألا مسعد حتى أنوح على جسمي
  تعدّ عظامي واحدا بعد واحد ... بمنحى(١) من العذّال عظما على عظم
  كفاك بحقّ اللَّه ما قد ظلمتني ... فهذا مقام المستجير من الظَّلم
  - الغناء لسياط في هذه الأبيات، وإيقاعه من خفيف الثّقيل الأوّل بالسبّابة في مجرى البنصر عن إسحاق - قال مسلم: فقلت له: لا واللَّه يا أبا إسحاق ما يبالي من أحسن أن يقول مثل هذا الشّعر ما فاته من الدنيا! فقال: يا بن أخي، لا تقولنّ مثل هذا؛ فإن الشعر أيضا من بعض مصايد الدنيا.
  وفد مع الشعراء على الرشيد ومدحه فلم يجز غيره:
  أخبرنا يحيى إجازة قال حدّثني عليّ بن مهديّ قال حدّثني عبد الرحمن بن الفضل قال حدّثني ابن الأعرابيّ قال:
  اجتمعت الشعراء على باب الرشيد، فأذن لهم فدخلوا وأنشدوا؛ فأنشد أبو العتاهية:
  يا من تبغّى(٢) زمنا صالحا ... صلاح هارون صلاح الزمن
  / كلّ لسان هو في ملكه ... بالشكر في إحسانه مرتهن
  قال: فاهتزّ(٣) له الرشيد، وقال له: أحسنت واللَّه! وما خرج في ذلك اليوم أحد من الشعراء بصلة غيره.
  قال شعرا في المشمر فرس الرشيد فأجازه:
  أخبرني يحيى بن عليّ إجازة قال حدّثنا عليّ بن مهديّ قال حدّثنا عامر بن عمران الضّبيّ قال حدّثني ابن الأعرابيّ قال:
  أجرى هارون الرشيد الخيل، فجاءه فرس يقال له المشمّر سابقا، وكان الرشيد معجبا بذلك الفرس، فأمر الشعراء أن يقولوا فيه؛ فبدرهم أبو العتاهية فقال:
(١) في ب، س: «نحني» بتقديم الحاء على النون. وهو تحريف.
(٢) تبغي: تطلب.
(٣) في ب، س: «فأدهش له».