كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار حسان بن ثابت ونسبه

صفحة 355 - الجزء 4

  اهجهم وجبريل معك. قال أبو زيد قال ابن وهب وحدّثنا بهذا الحديث حاتم عن السّدّيّ عن البراء بن عازب وعن سماك بن حرب - فأنا أشك: أهو عن أحدهما أم عنهما جميعا - قال أبو زيد: وحدّثنا عليّ بن عاصم قال حدّثنا حاتم بن أبي⁣(⁣١) صغيرة عن سماك بن حرب / بنحوه، وزاد فيه: فأخرج لسانه أسود، فوضعه على طرف أرنبته، وقال: يا رسول اللَّه، لو شئت لفريت به المزاد؛ فقال:» يا حسّان وكيف وهو منّي وأنا⁣(⁣٢) منه «؟ قال: واللَّه لأسلنّه منك كما يسلّ الشّعر من العجين! قال:» يا حسّان فأت أبا بكر فإنّه أعلم بأنساب القوم منك. فأتى أبا بكر فأعلمه ما قال رسول اللَّه ؛ فقال: كفّ عن فلانة واذكر فلانة. فقال:

  هجوت⁣(⁣٣) محمدا فأجبت عنه ... وعند اللَّه في ذاك الجزاء

  / فإنّ أبي ووالده وعرضي ... لعرض محمد منكم وقاء

  أتهجوه ولست له بكفء ... فشرّكما لخيركما الفداء

  لما بلغ قريشا شعر حسان اتهموا فيه أبا بكر:

  أخبرني الحسن بن عليّ قال⁣(⁣٤) حدّثنا أحمد بن زهير قال حدّثنا الزّبير بن بكَّار قال حدّثنا أحمد بن سليمان عن الأصمعيّ عن عبد الرحمن بن أبي الزّناد قال:

  لمّا أنشدت قريش شعر حسّان قالت: إنّ هذا الشّتم ما غاب عنه ابن⁣(⁣٥) أبي قحافة.

  قال الزّبير: وحدّثني محمد بن يحيى عن يعقوب⁣(⁣٦) بن إسحاق بن مجمّع عن رجل من بني العجلان قال:

  / لما بلغ أهل مكة شعر حسّان ولم يكونوا علموا أنّه قوله، جعلوا يقولون: لقد قال أبو بكر الشّعر بعدنا.

  أسمعه ابن الزبعري وضرار من هجوهما وفرا فاستعدى عمر فردّهما فأنشدهما مما قال فيهما:

  قال الزّبير: وحدّثني الحسن بن عليّ قال حدّثنا أحمد بن زهير قال حدّثنا الزبير بن بكَّار قال حدّثني محمد بن فضالة عن أبيه عن خالد بن محمد بن فضالة عن أبيه عن خالد⁣(⁣٧) بن محمد بن ثابت بن قيس بن شمّاس قال:


(١). كذا في «طبقات ابن سعد» (ج ٧ قسم ٢ ص ٣١ طبع أوروبا) و «تهذيب التهذيب» (ج ٢ ص ١٣٠ طبع الهند) و «الخلاصة» طبع مصر وهو مولى بني قشير، واسم أبيه مسلم، وأبو صغيره أبو أمه وهو يروي عن عمرو بن دينار وسماك بن حرب. (انظر «الأنساب» للسمعاني) وقد ورد هذا الاسم مضطربا في جميع الأصول.

(٢). يريد ابن عمه أبا سفيان بن الحارث بن عبد المطلب.

(٣). وردت هذه الأبيات في «السيرة» لابن هشام (ص ٨٣٠ طبع أوروبا) ضمن قصيدة مطلعها:

عفت ذات الأصابع فالجواء ... إلى عذراء منزلها خلاء

على غير ترتيب «الأغاني» بذكر البيت الثالث بعد الأوّل وبزيادة بيتين بعده هما:

هجوت مباركا برّا حفيا ... أمين اللَّه شيمته الوفاء

أمن يهجو رسول اللَّه منكم ... ويمدحه وينصره سواء

ويليهما البيت «فإن أبى إلخ». وانظر هذا الشعر أيضا في «صحيح مسلم» (ج ٢ ص ٢٦٠ - ٢٦١ طبع بولاق).

(٤). كذا في ح. وفي سائر الأصول: «أخبرني الحسن بن علي قال قال ...» بتكرير كلمة «قال».

(٥). هو أبو بكر الصديق ¥.

(٦). لم نعثر على هذا الاسم في «كتب التراجم» التي بين أيدينا والذي بها هو: «يعقوب بن مجمع» أو «يعقوب بن إسحاق بن زيد» كما في «تهذيب التهذيب» و «الخلاصة في أسماء الرجال». وفي «لسان الميزان» (ج ٦ ص ٣٠٢): «يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم بن مجمع» ولعله هذا.

(٧). لم نعثر على خالد هذا في «كتب التراجم»، وليس في ولد محمد بن ثابت بن قيس بن شماس من يسمى خالدا، وقد أحصاهم ابن سعد =