أخبار حسان بن ثابت ونسبه
  /
  ومن ولدت أبناء زهرة(١) منكم ... كرام ولم يلحق عجائزك المجد
  وإنّ امرأ كانت سميّة(٢) أمّه ... وسمراء(٣) مغلوب إذا بلغ الجهد
  وأنت هجين(٤) نيط في آل هاشم ... كما نيط خلف الرّاكب القدح الفرد
  فقال العبّاس: وما لي وما لحسّان! يعني في ذكره نتيلة(٥)، فقال فيها:
  ولست كعبّاس ولا كابن أمّه(٦) ... ولكن هجين ليس يورى له زند
  أعانه جبريل في مديح النبي:
  أخبرنا أحمد قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا القعنبيّ قال حدّثنا مروان بن معاوية قال حدّثنا إياس السّلميّ عن ابن بريدة قال:
  أعان جبريل # حسّان بن ثابت في مديح النبيّ ﷺ بسبعين بيتا.
  مدحه النبي ومدح كعبا وعبد اللَّه بن رواحة:
  أخبرنا أحمد قال حدّثنا عمر قال حدّثنا محمد بن منصور قال حدّثنا سعيد بن عامر قال حدّثني جويرية بن أسماء قال:
  / بلغني أنّ رسول اللَّه ﷺ قال: «أمرت عبد اللَّه بن رواحة فقال وأحسن، وأمرت كعب بن مالك فقال وأحسن، وأمرت حسّان بن ثابت فشفى واشتفى».
  أخبره النبيّ أن روح القدس يؤيده:
  أخبرنا أحمد قال حدّثنا عمر قال حدّثنا أحمد بن عيسى قال حدّثنا ابن وهب قال أخبرنا عمرو بن الحارث عن سعيد بن أبي هلال عن مروان بن عثمان ويعلى بن شدّاد بن أوس عن عائشة قالت:
  سمعت رسول اللَّه ﷺ يقول لحسّان بن ثابت الشاعر: «إنّ روح القدس لا يزال يؤيّدك ما كافحت عن اللَّه ø وعن رسول اللَّه» ﷺ.
(١). يريد في هذا البيت مدح آمنة أم النبيّ ﷺ وهالة أم حمزة وصفية، وكلتاهما زهرية؛ إذ هما ابنتا وهب بن عبد مناف بن زهرة. وقوله:
«ولم يلحق عجائزك المجد» يهجو أبا سفيان بأن أمهاته لسن بأحرار؛ إذ كانت أم أبي سفيان نفسه أم ولد وأم أبيه كذلك أم ولد.
ورواية «الديوان» في هذا البيت (ص ٩١ طبع ليدن):
وما ولدت أفناء زهرة منكم ... كريما ولم يقرب عجائزك المجد
(٢). كذا في «الديوان». وسمية هي أم الحارث بن عبد المطلب، وأبوها موهب غلام لبني عبد مناف. وفي الأصول: «نثيلة» بالثاء المثلثة وهو تحريف. (انظر «شرح النووي» على «صحيح مسلم» ج ٥ ص ٢٠٠ طبق بلاق).
(٣). سمراء: هي أم أبي سفيان المهجوّ.
(٤). الهجين: من أبوه عربيّ وأمه ليست بعربية. ونيط في آل هاشم: نسب إليهم وليس منهم. يريد أنه ليس من خالصهم.
(٥). كذا في «المعارف» لابن قتيبة و «شرح القاموس» (مادة نتل)، وهي نتيلة بنت كليب بن مالك بن جناب أم العبّاس وضرار ابني عبد المطلب، وهي إحدى نساء بني النمر بن قاسط. وفي الأصول «نثيلة» بالثاء المثلثة وهو تصحيف.
(٦). يريد ضرار بن عبد المطلب.