أخبار حسان بن ثابت ونسبه
  إذا
  كشفت عن ساقها الحرب حشّها(١) ... بأبيض سباق إلى الموت يرقل(٢)
  وإنّ امرأ كانت صفية أمّه ... ومن أسد في بيتها لمرفّل(٣)
  له من رسول اللَّه قربى قريبة ... ومن نصرة الإسلام نصر مؤثّل
  فكم كربة ذبّ الزّبير بسيفه ... عن المصطفى واللَّه يعطي فيجزل
  فما مثله فيهم ولا كان قبله ... وليس يكون الدّهر ما دام يذبل(٤)
  ثناؤك خير من فعال معاشر ... وفعلك يا بن الهاشميّة أفضل
  تقدم هو وكعب وابن رواحة لحماية أعراض المسلمين فاختاره النبيّ دونهما:
  أخبرني أحمد بن عيسى العجليّ قال حدّثنا واصل بن عبد الأعلى قال حدّثنا ابن فضيل عن مجالد عن الشّعبيّ قال:
  لما كان عام الأحزاب(٥) وردّهم اللَّه بغيظهم لم ينالوا خيرا، قال النبيّ ﷺ: «من يحمي أعراض المسلمين»؟
  فقال كعب: أنا يا رسول اللَّه، وقال عبد اللَّه بن رواحة: أنا يا رسول اللَّه، وقال حسّان بن ثابت: أنا يا رسول اللَّه؛ فقال: «نعم اهجهم أنت فإنّه سيعينك عليهم روح القدس».
  سبه قوم في مجلس ابن عباس فدافع عنه:
  أخبرني أحمد بن عبد(٦) الرحمن قال حدّثنا عمر بن شبّة قال حدّثنا أبو داود قال حدّثنا حديج بن معاوية عن أبي إسحاق عن سعيد بن جبير قال:
  / كنّا عند ابن عبّاس فجاء حسّان، فقالوا: قد جاء اللَّعين. فقال ابن عبّاس: ما هو بلعين؛ لقد نصر رسول اللَّه ﷺ بلسانه ويده.
  حدّثنيه أحمد بن الجعد قال حدّثنا محمد بن بكَّار قال حدّثنا حديج بن معاوية قال حدّثنا أبو إسحاق عن سعيد بن جبير قال:
  جاء رجل إلى ابن عبّاس فقال: قد جاء اللعين حسّان من الشأم. فقال ابن عبّاس: ما هو بلعين؛ لقد جاهد مع رسول اللَّه ﷺ بلسانه ونفسه.
(١). حش الحرب: أسعرها وهيجها.
(٢). الإرقال: ضرب من السير السريع؛ قال النابغة:
إذا استنزلوا للطعن عنهنّ أرقلوا ... إلى الموت إرقال الجمال المصاعب
(٣). المرفل: المعظم المسوّد.
(٤). يذبل: اسم جبل في بلاد نجد.
(٥). الأحزاب: قريش وغطفان وبنو قريظة تألبوا على حرب النبيّ ﷺ.
(٦). كذا في جميع الأصول. والذي يروي عن عمر بن شبة كثيرا في كتاب «الأغاني» هو أحمد بن عبد العزيز الجوهري؛ فلعله هذا.