كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار حسان بن ثابت ونسبه

صفحة 361 - الجزء 4

  نحن⁣(⁣١) الملوك فلا حيّ يقاربنا ... منّا الملوك وفينا يؤخذ الرّبع⁣(⁣٢)

  تلك المكارم حزناها مقارعة ... إذا الكرام على أمثالها اقترعوا

  كم قد نشدنا من الأحياء كلَّهم ... عند النّهاب وفضل العزّ يتّبع

  / وننحر الكوم⁣(⁣٣) عبطا⁣(⁣٤) في منازلنا ... للنازلين إذا ما استطعموا شبعوا

  ونحن نطعم عند المحل ما أكلوا ... من العبيط إذا لم يظهر القزع⁣(⁣٥)

  وننصر الناس تأتينا سراتهم ... من كلّ أوب فتمضي ثم تتّبع

  فأرسل رسول اللَّه إلى حسّان بن ثابت فجاء، فأمره أن يجيبه.

  فقال حسان:

  إنّ الذوائب⁣(⁣٦) من فهر وإخوتهم ... قد بيّنوا سنّة للنّاس تتّبع

  / يرضى بها كلّ من كانت سريرته ... تقوى الإله وبالأمر الذي شرعوا

  قوم إذا حاربوا ضرّوا عدوّهم ... أو حاولوا النّفع في أشياعهم نفعوا

  سجيّة تلك منهم غير محدثة ... إنّ الخلائق فاعلم شرّها البدع

  لا يرقع⁣(⁣٧) النّاس ما أوهت أكفّهم ... عند الدّفاع⁣(⁣٨) ولا يوهون ما رقعوا

  إن كان في الناس سبّاقون بعدهم ... فكلّ سبق لأدنى سبقهم تبع

  أعفّة ذكرت في الوحي عفّتهم ... لا يطمعون ولا يزري بهم طمع⁣(⁣٩)


(١) ورد هذا الشعر في «ديوان» حسان و «سيرة ابن هشام» (ص ٩٣٥ طبع أوروبا) و «الطبري» (قسم ١ ص ١٧١٢ طبع أوروبا) باختلاف عما هنا.

(٢) كان من عادة العرب في الجاهلية إذا غزا بعضهم بعضا وغنموا، أخذ الرئيس ربع الغنيمة خالصا دون أصحابه، وذلك الربع يسمى المرباع. ورواية البيت في «السيرة» و «الطبري»:

نحن الكرام فلا حيّ يعادلنا ... منا الملوك وفينا تنصب البيع

(٣) الكوم: جمع أكوم وهو البعير الضخم السنام، والأنثى كوماء.

(٤) عبط الذبيحة عبطا: نحرها من غير داء ولا كسر وهي سمينة فتية. ويقال للناقة: عبيطة، والجمع عبط (بضمتين) وقد تسكن عينه.

(٥) ورد هذا البيت في «نهاية ابن الأثير» و «اللسان» (مادة سدف) هكذا:

ونطعم الناس عند القحط كلهم ... من السديف إذا لم يؤنس القزع

والسديف: شحم السنام. والقزع: السحاب، أي نطعم الشخم في المحل. وفي الأصول: «الفرع» بالفاء والراء، وهو تصحيف.

(٦) ورد هذا الشعر أيضا في «السيرة» (ص ٩٣٦ طبع أوروبا) و «الطبري» (قسم ١ ص ١٧١٤ طبع أوروبا) و «الديوان» باختلاف يسير عما هنا.

(٧) كذا في أ، ء، و «ديوانه» (ص ٢٣ طبع أوروبا). وفي سائر الأصول: «يرفع» بالفاء.

(٨) كذا في «ديوانه». وفي الأصول: «الرقاع».

(٩) في «الديوان»:

لا يطبعون ولا يرديهم الطمع