كتاب الأغاني،

أبو الفرج الأصبهاني (المتوفى: 356 هـ)

أخبار حسان بن ثابت ونسبه

صفحة 362 - الجزء 4

  ولا يضنّون عن جار بفضلهم ... ولا يمسّهم من مطمع طبع⁣(⁣١)

  يسمون للحرب تبدو وهي كالحة ... إذا الزّعانف⁣(⁣٢) من أظفارها خشعوا

  لا يفرحون إذا نالوا عدوّهم ... وإن أصيبوا فلا خور ولا جزع

  كأنّهم في الوغى والموت مكتنع⁣(⁣٣) ... أسود بيشة⁣(⁣٤) في أرساغها فدع⁣(⁣٥)

  خذ منهم ما أتى⁣(⁣٦) عفوا وإن منعوا ... فلا يكن همّك الأمر الذي منعوا

  فإنّ في حربهم - فاترك عداوتهم - ... سمّا يخاض⁣(⁣٧) عليه الصّاب والسّلع

  أكرم بقوم رسول اللَّه قائدهم ... إذا تفرّقت الأهواء والشّيع

  / أهدى لهم مدحي قلب يؤازره ... فيما أراد لسان حائك صنع

  فإنّهم⁣(⁣٨) أفضل الأحياء كلَّهم ... إن جدّ بالناس جدّ القول أو شمعوا⁣(⁣٩)

  فقام عطارد⁣(⁣١٠) بن حاجب فقال:

  أتيناك كيما يعلم الناس فضلنا ... إذا اجتمعوا وقت احتضار المواسم

  بأنّا فروع الناس في كلّ موطن ... وأن ليس في أرض الحجاز كدارم⁣(⁣١١)

  فقام حسّان بن ثابت فقال:

  منعنا رسول اللَّه من غضب له ... على أنف راض⁣(⁣١٢) من معدّ وراغم


(١) ورد هذا البيت في أ، ء. وذكر محرّفا في م، وسقط في سائر النسخ.

(٢) الزعانف: أرذال الناس.

(٣) المكتنع: الداني القريب.

(٤) بيشة: من عمل مكة مما يلي اليمن، على خمس مراحل من مكة، وفي وادي بيشة موضع مشجر كثير الأسد. وفي «السيرة»: «أسد بحلية ...». وحلية: مأسدة بناحية اليمن.

(٥) الفدع: اعوجاج في الرسغ.

(٦) كذا في «ديوانه» والسيرة. وفي الأصول: ... ما أتوا عفوا ... إلخ».

(٧) يخاض: يخلط. والصاب والسلع: ضربان من الشجر مرّان.

(٨) هذه رواية السيرة و «الديوان». وفي الأصول: «وإنهم» بالواو.

(٩) كذا في «ديوانه» طبع أوروبا «وسيرة ابن هشام» والطبري. ومعناه: مزحوا، وهو أنسب للمقام، لمقابلته لقوله: «إن جدّ بالناس إلخ». قال أبو ذؤيب يصف حمرا:

فلبثن حينا يعتلجن بروضة ... فيجدّ حينا في العلاج ويشمع

وفي الأصول و «ديوانه» طبع مصر: «سمعوا» بالسين المهملة.

(١٠) الذي في «سيرة ابن هشام» (ص ٩٣٧ طبع أوروبا) أن هذا الشعر من قول الزبرقان بن بدر.

(١١) دارم: أبو حيّ من تميم.

(١٢) في الأصول: «على رغم أنف». ورواية «الديوان» و «سيرة ابن هشام»:

نصرنا وآوينا النبيّ محمدا ... على أنف راض من معد وراغم

ورواية الطبري:

منعنا رسول اللَّه إذ حل وسطنا ... على كل باغ من معدّ وراغم