أخبار حسان بن ثابت ونسبه
  صوت
  شهدت بإذن اللَّه أنّ محمدا ... رسول الذي فوق السّموات من عل
  وأنّ أخا(١) الأحقاف إذ يعذلونه ... يقوم بدين اللَّه فيهم فيعدل
  وأنّ أبا يحيى(٢) ويحيى كلاهما ... له عمل في دينه متقبّل
  وأنّ الذي عادى اليهود ابن مريم ... رسول أتى من عند ذي العرش مرسل
  وأنّ الذي بالجزع(٣) من بطن نخلة ... ومن دونها فلّ(٤) من الخير معزل
  - غنّى في هذه الأبيات معبد خفيف ثقيل أوّل بالبنصر من رواية يونس وغيره - فقال النبيّ ﷺ: «أنا أشهد معك».
  أنكرت عليه عائشة شعرا له في مدحها:
  أخبرنا أحمد قال حدّثنا عمر قال حدّثنا زهير بن حرب قال حدّثني جرير عن الأعمش عن أبي الضّحى عن مسروق، وأخبرني بها أحمد بن عيسى العجليّ قال حدّثنا سفيان بن وكيع قال حدّثنا جرير عن الأعمش عن أبي الضّحى عن مسروق قال:
  دخلت على عائشة وعندها حسّان وهو يرثي بنتا(٥) له، وهو يقول:
  رزان(٦) حصان ما تزنّ بريبة ... وتصبح غرثى(٧) من لحوم الغوافل
  فقالت عائشة: لكن أنت لست كذلك. فقلت لها: أيدخل عليك هذا وقد قال اللَّه ø: {والَّذِي تَوَلَّى كِبْرَه ُ مِنْهُمْ لَه ُ عَذابٌ عَظِيمٌ}! فقالت: أما تراه في عذاب عظيم قد ذهب بصره!
  أخبر بوقعة صفين قبل وقوعها:
  أخبرنا محمد بن خلف وكيع قال حدّثنا إسماعيل بن إسحاق القاضي قال حدّثنا ابن أبي أويس قال حدّثني أبي
=
وأن التي بالجزع من بطن نخلة ... ومن دانها فل من الخير معزل
ثم أعقبهما بالجملة التفسيرية الآتية: «أي خال من الخير. ويروى» ومن دونها «، أي الصنم المنصوب حول العزي».
(١) هو هود #، وهو المشار إليه في قوله تعالى: {واذْكُرْ أَخا عادٍ إِذْ أَنْذَرَ قَوْمَه ُ بِالأَحْقافِ}. والأحقاف هنا: واد بين عمان وأرض مهرة، أو هو رمل فيما بين عمان وحضرموت، أو رمال مشرفة على البحر بالشحر من أرض اليمن.
(٢) يعني بأبي يحيى زكريا #.
(٣) الجزع: قرية عن يمين الطائف وأخرى عن شماله. ورواية «الديوان» في هذا البيت:
وأن التي بالسدّ من بطن نخلة ... ومن دانها فل من الخير معزل
(٤) الفلّ: الذي لا خير عنده، كالأرض الفل وهي التي لا نبت فيها ولا خير. (انظر التعليقات التي على «ديوان حسان» المطبوع بأوروبا الذي أشرف على طبعه المستشرق الإنجليزي چيب). وبطن نخلة: موضع بين مكة والطائف.
(٥) رجعنا إلى هذه القصيدة في «ديوانه» فلم نجد فيها شيئا من الرثاء، وكلها في مدح عائشة والاعتذار عما رماها به هو وغيره من الإفك. (راجع «ديوانه» صفحة ١٦٢ من هذا الجزء) وهي غير القصيدة التي ربى بها ابنته وإن كانت على قافيتها.
(٦) رواية «الديوان»: «خصان رزان إلخ». وامرأة رزان إذا كانت ذات ثبات ووقار وعفاف وكانت رزينة في مجلسها. وامرأة حصان (بفتح الحاء): عفيفة بينة الحصانة.
(٧) الغرثى: الجائعة، أي إنها تصبح جائعة من لحوم الناس. والمراد أنها لا تغتابهم.