مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الأولى

صفحة 1037 - الجزء 2

  قوله تعالى: {غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ}

  فيه مسائل:

المسألة الأولى

  الغضب في اللغة: الشدة يقال: رجل غضوب أي شديد الخلق.

  وفي (القاموس): إن الغضب ضد الرضا، فعلى هذا هو الكراهة، ويرادفه السخط كما يفيده القاموس⁣(⁣١).

  وقال الإمام المهدي #: الأقرب أن الغضب يستعمل بمعنى الغيظ يقال: غضب من فعل ولده أي أغاظه فعله. وإن لم يحصل في قلبه بغض له؛ إذ قد يتغيظ من فعل شخص ولا يرضى بنزول مضرة به ويستعمل بمعنى البغض، ومن ذلك وصف الله تعالى بأنه غضب على الكفار والعصاة، قال: ويرادفه في الاستعمالين: السخط، وعلى الاستعمال الثاني، فيقال في حده: هو إرادة ضرر الغير.

  وإذ قد ذكرنا الغيظ هنا فلنذكر حده فنقول: هو عند ابن متويه فوران النفس لكراهة ما وقع، وقال الإمام المهدي #: الأقرب أنه في الأصل التغير إلى نقصان كما يقال: غاض الماء. إذا ذهب في الأرض


(١) انظر مادة غضب وسخط ورضي. تمت مؤلف.