مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة الثانية في التوبة

صفحة 3064 - الجزء 5

الموضع الثالث في كيفية إسقاطها للعقاب

  وقد اختلف في ذلك، فالذي عليه الزيدية وجمهور المعتزلة أنها مسقطة للعقاب بنفسها.

  وقالت البغدادية: لا تأثير لها في إسقاط العقاب وإنما يتفضل الله بإسقاطه عندها. هكذا نقل عنهم السيد مانكديم، وحكاه الموفق بالله عن أبي القاسم وجل البغدادية.

  وأما القرشي فنسب القول بالسقوط عندها تفضلاً إلى أبي الهذيل، ثم قال: وبه قالت البغدادية، إلا أنهم جعلوا الوجه في ذلك كونه أصلح.

  وفي (الغياصة): عن البغدادية أنها تسقط العقاب بكثرة ثوابها.

  وتحقيق الخلاف على ما ذكره الإمام المهدي أن أكثر أصحابنا يقولون بسقوط العقاب بالتوبة، والبغدادية يقولون: بسقوط عقابها تفضلا، والقائلون: بأنها تسقط العقاب اختلفوا هل تسقطه بنفسها أو بكثرة ثوابها، فقالت البهاشمة ومن تابعهم بالأول، وقال بعض القائلين بالموازنة: بل تسقطه بثوابها.

  قال #: فصار الناس في إسقاط التوبة للعقاب فريقين، فريق أوجبه، وفريق لم يوجبه والموجبون فريقان فريق أوجب إسقاطها إياه بنفسها، وفريق قال بثوابها، وغير الموجبين فريقان: فريق قطع بأنه لابد من سقوط العقاب بها وإن لم يكن واجباً، كإثابة المثاب عنده، وفريق لا يقطع بسقوطه، بل يجوز وقوعه بعدها لولا منع السمع من ذلك.