مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

فصل [في ذكر الروايات الدالة على الوعيد]

صفحة 3845 - الجزء 6

  وعن جابر بن عبد الله، قال: قال رسول الله ÷: «إن الرجل يأتيني فيسألني فأعطيه فينطلق وما يحمل في حضنه إلا النار».

  وعن أبي سعيد الخدري: بينما رسول الله ÷ يقسم ذهبًا إذ أتاه رجل فقال: يا رسول الله أعطني، فأعطاه، ثم قال: زدني، فزاده ثلاث مرات، ثم ولى مدبرًا، فقال رسول الله ÷: «يأتيني الرجل فيسألني فأعطيه ثلاث مرات ثم ولى مدبرًا وقد جعل في ثوبه نارًا إذا انقلب إلى أهله». أخرجهما ابن حبان في صحيحه.

الوعيد على السؤال بوجه الله، وعلى منع من سأل بذلك

  أخرج الطبراني عن أبي عبيدة مولى رفاعة، عن رافع أن رسول الله ÷ قال: «ملعون من سأل بوجه الله، وملعون من سئل بوجه الله فمنع سائله».

  وأخرج الطبراني بسند رجاله رجال الصحيح، إلا شيخه يحيى بن عثمان بن صالح، وهو ثقة، وفي كلام أبي موسى الأشعري أنه سمع رسول الله ÷ يقول: «ملعون من سأل بوجه الله، وملعون من سئل بوجه الله ثم منع سائله ما لم يسأل هُجْرًا». قوله: هجرًا بضم الهاء وسكون الجيم، أي مالم يسأل أمرًا قبيحًا لا يليق، ويحتمل أنه أراد ما لم يسأل سؤالًا قبيحًا بكلام قبيح.