[ما يجب فهمه من القرآن]
  وروي عن ابن عباس أنه قال: (لو ضاع عليّ عقال لوجدته في كتاب الله).
[تنوع العلوم والمعارف القرآنية]
  وروى ابن أبي جمرة - بالجيم - عن علي ¥ أنه قال: (لو شئت أن أوقر سبعين بعيراً من تفسير أم القرآن لفعلت) حتى لقد استنبطوا منه علم الخياطة، والهندسة، والجبر، والمقابلة والغياصة، وغيرها مما لا يحصى كثرة، إلا أن الهمم متفاوتة، والأفهام مختلفة، فكل طالب يدرك منه بقدر اجتهاده وبذل وسعه، ومقدار فهمه، وتأمله وتدبر آياته).
  كما روي أنه قيل لموسى #: (يا موسى إنما مثل كتاب أحمد في الكتب بمنزلة وعاء فيه لبن كلما مخضته أخرجت زبدته). رواه أبو نعيم وغيره. ومثال تفاوت العلماء في الاستنباط منه مثال قوم لهم معدن يستخرجون منه بقدر الآلة والقدرة، وتوفيق الله وتيسيره.
[ما يجب فهمه من القرآن]
  واعلم أن الذي ينبغي لمن قصرت همته، وفترت عزيمته أن يقتصر من علوم القرآن على ما لا يعذر بجهله، من علم العدل والتوحيد، ومعرفة الوعد والوعيد، والأوامر والنواهي، وما يوصل إلى معرفة ذلك من علوم القرآن المجيد، فإن سمت به همته إلى مجاوزة ذلك إلى غيره، فليقدم الأهم فالأهم، كعلم الطريقة، وآداب أهل الحقيقة،