مفتاح السعادة،

علي بن محمد العجري (المتوفى: 1407 هـ)

المسألة السابعة [شبه المجبرة والرد عليها]

صفحة 2513 - الجزء 4

المسألة السابعة [شبه المجبرة والرد عليها]

  ظاهر الآية أنه يجوز أن يطلق على الله تعالى أنه يضل عباده؛ لأنهأ طلق في الآية أنه يضل كثيراً، وهذا قول المجبرة كافة.

  وقالت العدلية: لا يجوز ذلك؛ لأنه يوهم الخطأ، وهو أن الله تعالى أغواهم عن طرق الدين، وظاهر إطلاق رواية الإمام المهدي عن العدلية أنه لا خلاف بينهم في ذلك، وصرح بنسبته إليهم جميعاً النجري، وهكذا القول في كل لفظة توهم الخطأ. فإنه لا يجوز إطلاقها؛ لإيهامها الخطأ. هكذا احتج أصحابنا على المنع. والظاهر من إطلاق عبارات كثير منهم المنع وإن كان المتكلم خالياً، وليس ثم سامع يتوهم الخطأ، وقد صرح بذلك في (الغياصة) فقال: إنه يمتنع وإن لم يكن هناك من يعلمه المتكلم بالجواز أن يكون هناك إنسان لا يعلمه، ولو فرضنا القطع بأنه ليس ثمة إنسان فإن الملائكة والجن ربما سمعوا ذلك منه فيتوهمون الخطأ في اعتقاده.

  واعلم أن في كلام أصحابنا نظراً من وجوه:

  أحدها: أن الله تعالى قد أطلق الألفاظ الموهمة للجبر والتشبيه في كتابه، كما في هذه الآية، وكإطلاق الوجه واليد والعين، ووكل عباده إلى القرائن العقلية والنقلية، فما لنا لا نكتفي بتلك القرائن عند إطلاقنا للألفاظ الموهمة؛ على أنا لو اعتبرنا مطلق الإيهام للزم منع إطلاق الصفات الذاتية، كعالم، وقادر؛ لإيهام كون إطلاقها عليه