المسألة السابعة [استطراد في ذكر الإيمان]
  قالوا: قال تعالى: {وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا}[الحجرات: ٩] فسماهم مؤمنين مع أن فيهم من هو مستحق للعقاب.
  قلنا: هما عند الخطاب مؤمنتان؛ لأنه أراد إذا اقتتلا في مستقبل وقت الخطاب، وأراد اللغوي. هذا، وقد احتجوا بظواهر آيات كثيرة، وهي محمولة على المعنى اللغوي أو مؤولة، وستأتي في مواضعها إن شاء الله تعالى.
المسألة السابعة [استطراد في ذكر الإيمان]
  قال الرازي: ليس من شروط الإيمان التصديق بجميع صفات الله ø؛ لأن الرسول ÷ كان يحكم بإيمان من لم يخطر بباله كونه تعالى عالماً لذاته أو بالعلم، ولو كان هذا وأمثاله شرطاً معتبراً في تحقق الإيمان لما جاز أن يحكم الرسول ÷ بإيمانه قبل أن يجربه في أنه هل يعرف ذلك أم لا.
  قلت: لعله أراد أنه ليس من شروط الإيمان معرفة ما يذكره المتكلمون في تفاصيل الصفات كما يفيده قوله: إن الرسول كان يحكم بإيمان من لا يعرف كونه عالماً بعلم أو لذاته، وقد تقدم له نظير هذا.
  ويؤيده ما في الجامع الكافي عن محمد بن منصور المرادي (|) حيث قال: وإنما أجابت الرسل صلى الله عليهم، وعلى نبينا أفضل الصلاة والسلام عند ما سئلت عن الله بالدلالة عليه، فشهدت له بالوحدانية، ووصفته بالقدرة والتدبير، وأوجبت بذلك